موريتانيا موطن الشعر والفصاحة”.... لوحة لقيم هذا الشعب الزاخر بالوفاء والصدق

ثلاثاء, 12/01/2021 - 20:03

عندما أكتب عن موريتانيا وأهلها أستعيد أجمل سني ربيع العمر التي فرضتها في تلك الربوع، وتبرز أمام ناظري ملامح نقاء الرمل وصفاء الاهالي وأغاني المبدعين المتجسدة في روعة الشعر الذي يفيض محبة للعروبة والعرب ولغة الضاد، لترسم لوحة جميلة لقيم هذا الشعب الجميل الزاخر بالوفاء والصدق.

بهذه العبارة خط الكاتب العراقي موفق عبد الفتاح العاني كتابه “موريتانيا موطن الشعر والفصاحة” الصادر عن دار “تموز ديموزي” في دمشق .

حيث يقدم الكتاب ذكريات الكاتب في موريتانيا خلال فترة سبعينيات القرن الماضي، حين انتدب من جمهورية العراق الشقيقة للعمل كموجه تربوي في المدرسة العليا للأساتذة في نواكشوط.

ويضم الكتاب قصائد وشهادات وصوراً نادرة من الفاعلين في الوسط الثقافي الموريتاني خلال تلك الفترة، حيث جمعت الكاتب علاقات وطيدة مع شعراء تلك الفترة ورموزها، ومن ذلك مراسلات له مع المؤرخ الكبير المختار ولد حامد، ومساجلات مع مجموعة من الشعراء مثل محمد سالم ولد عدود ، وأحمدو ولد عبد القادر، ومحمد الحافظ ولد أحمدو، وفاضل أمين، وناجي محمد الإمام وغيرهم... إضافة إلى وثائق وصور مع وجوه المجتمع من سياسيين وأدباء كالشاعر الملك همام وغيرهم.

وتكمن قيمة هذا الكتاب بغض النظر عن مايحتويه من قصائد نادرة، في كونه كتب قبل نصف قرن من الآن مايلقي نظرة واضحة وجلية على المدونة الشعرية الموريتانية وأدبنا خلال منتصف سبعينيات القرن الماضي وماقبل ذلك ، كما يطلعنا على جوانب زاهية من الحياة الاجتماعية في تلك الفترة .

وجاء في مقدمة المؤلف: في عام 1974 غادرت بنا طائرة البوينغ مطار بغداد متوجهة إلى باريس ثم إلى نواكشوط، وكان لي شرف التدريس لمادة الأدب العربي في المعهد العالي لتكوين الأساتذة، وتوالت الأيام والتقيت الطلبة الموريتانيين في فصولهم الدراسية، وكلما مَر يوم تتكشف لي قدرات هؤلاء الشباب الكبيرة في اللغة وعلومها، وفوجئت بأنهم يحفظون القصائد العشر المعلقات وكذلك أشعار العصور الإسلامية الأولى ..كل ذلك دفعني إلى الكتابة عن هؤلاء الذين كنت أيضاً أسمع عنهم ولا أحيط بما هم عليه من معرفة وعلم .

وأضاف : داري في نواكشوط تحولت إلى منتدى لعدد من طلابي الشعراء والآخرين ممن تعرفت عليهم، ولقد بقي هذا الكتاب مخطوطاً في مكتبتي منذ عام 1980 وهو يقع في أكثر من 1500 صفحة فحاولت أن اختصره وأخرجه إلى النور وفاء للعهد الذي قطعته لموريتانيا وأهلها الذين تبادلت معهم الحب والاحترام