تتكثف الحملات الإعلامية من هنا وهناك بغية إحداث ثغرة في جدار الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، حيث طالعت في موقع موريتاني نقلته وسائل إعلام مغربية إمكانية سحب موريتانيا لاعترافها بالجمهورية العربية الصحراوية على ضوء المعطيات المستجدة لهذا النزاع.
كما استمعت في الجانب الآخر إلى موريتانيين يكثفون هجومهم ضد ملك المغرب ويعتبرون زيارته المرتقبة لموريتانيا أمرًا غير مرحب به وخطرا على البلد ومستقبله ونموه الإقتصادي.
والحقيقة أن قناعة القيادة الموريتانية راسخة بأن الحياد الإيجابي في هذا النزاع هو الموقف الصحيح الذي يخدم بلدنا، ويخدم الأشقاء في الدفع بهم إلى حل عملي يرتضونه، ويحققون من خلاله السلام والتنمية بالمنطقة ولصالح شعوبها.
ولن يتحقق مطلقا بسحب اعترافنا بالجمهورية الصحراوية، أو توتير علاقاتنا مع المغرب، ولذلك فدعوة رئيس الجمهورية لملك المغرب للقيام بزيارة رسمية لبلادنا أمر مرحب به جدا من طرف كل الموريتانيين، وخطوة بالغة الدلالة في إدراك فخامته لأهمية تطوير علاقاتنا بالمغرب، كبلد شقيق تربطنا به مصالح ووشائج ضاربة تتعالى على التفاصيل الآنية لنزاع لسنا طرفا فيه، والشيء ذاته ينطبق عند الحديث عن علاقاتنا مع الجزائريين والصحراويين.
إن على كل مواطنينا الإنسجام مع الموقف الرسمي للبلد وسياسته الخارجية التي يديرها رئيس الجمهورية بحكمة وأناة، ويتجنبوا التصريحات والمواقف التي قد تضر بمصالح البلد الحيوية وعلاقاته بأشقائه.
لقد جربنا المواقف المنحازة في الماضي، فلم تساعد في حل النزاع بل زادت في تفاقمه، ولذلك كررنا دائما أن موريتانيا يسعها وباعتزاز أن تكون جزء من الحل لا طرفا في النزاع.
مع ذلك ندرك أن الدفع بالمنطقة إلى الحرب من أي طرف من أطراف النزاع لن يشكل حلا لهذا المشكل أبدًا، وأن عليهم أن يدركوا أن المستقبل لطاولة المفاوضات والحلول العملية، وهم مطالبون كما كانوا أبطال حرب أن يكونوا أبطال سلام، وأن يمتلكوا الحكمة والشجاعة اللازمتين لإيجاد حل لهذا النزاع، ويجنبوا المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها، ولن تحقق حلا أبدًا.
وزير سابق