وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العاصمة القطرية الدوحة في أول زيارة له إلى دولة خليجية، حيث كان في استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأجرى أمير قطر جلسة مباحثات مع الرئيس الإيراني لدى استقباله في مطار الدوحة، لمناقشة آخر التطورات والملفات الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكشف الديوان الأميري في وقت سابق أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد يستقبل الرئيس إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي يصل البلاد في زيارة دولة.
ويبحث أمير قطر والرئيس الإيراني في الديوان الأميري، العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، بحسب المصادر الرسمية القطرية.
ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العاصمة القطرية الدوحة ضمن زيارة رسمية تمتد لأيام مثلما سبق أن كشفت “القدس العربي”، وذلك لمناقشة القضايا الإقليمية، وملفها النووي، على ضوء التحركات الدولية الراهنة، وتزامناً مع قمة منتدى الدول المصدرة للغاز التي تحتضنها قطر.
وكشف حميد رضا دهقاني السفير الإيراني في الدوحة أن إبراهيم رئيسي سيحضر لقطر بناء على دعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد.
ويحضر الرئيس الإيراني القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي تستضيفها قطر دولة مقر المنتدى.
وشدد دهقاني في مؤتمر صحافي نظم في مقر السفارة الإيرانية في الدوحة عشية زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي، على عمق العلاقات التي تربط قطر مع بلاده إيران.
ورداً على سؤال “القدس العربي” ما إن كانت إيران ستناقش مع القيادة القطرية تطورات ملفها النووي، وإن كانت تتطلع لدور تلعبه الدوحة في هذا الصدد، شدد السفير دهقاني أن علاقة بلاده مع قطر قوية. وأضاف السفير الإيراني أن قيادة بلاده “ستطلع الأشقاء في قطر على ما يجري من حوار في فيينا مع الدول الغربية بشأن الاتفاق النووي”.
وشدد أن إيران منذ انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي أعلنت عن “مشروع سياسة حسن الجوار، ومد جسور التواصل مع الأشقاء”. وأضاف السفير الإيراني أن طهران لها علاقات على مستوى استراتيجي مع دول المنطقة وتحديداً قطر.
وفي المؤتمر الصحافي كشف السفير دهقاني أن بلاده تتشارك مع قطر عدداً من الملفات المشتركة على غرار الملف الفلسطيني والموضوع الأفغاني، وكلاً من إيران وقطر يهدفان لتعزيز الحوار الإيجابي مع الجميع لضمان الاستقرار في المنطقة.
وتحدث حميد رضا دهقاني عن أهمية زيارة رئيسي لقطر وهي الزيارة الأولى لرئيس جمهورية منذ 10 سنوات للدوحة، وسيكون هناك لقاء على مستوى القمة يجمع الرئيس الإيراني مع أمير قطر، إضافة للقاءات التي ستضم رؤساء وفود الدول المشاركة في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز.
وعاد السفير الإيراني في معرض رده على أسئلة الصحافيين للتأكيد على علاقة طهران الجيدة مع الدوحة، مشيراً إلى أن بلاده وقفت مع قطر خلال فترة الحصار الذي فرض عليها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهي أيضاً رحبت بفكرة المصالحة بين دول الخليج.
واستطرد قائلاً: “نرحب بأي جهد لتعزيز الحوار بين إيران وعدد من دول المنطقة على غرار السعودية”. كما أضاف أن بلاده ترحب بأي جهد لتقريب وجهات نظر بلاده مع الدول الأخرى، في إشارة لأي دور قطري في محادثات فيينا. وكشف السفير الإيراني أن بلاده تتشارك مع قطر حقل غاز يعد الأكبر في العالم، وهناك تنسيق مشترك حول الموضوع.
وحول الوفد المرافق لإبراهيم رئيسي والنتائج المتوقعة من جلسة المباحثات الرسمية مع قطر، كشف السفير حميد رضا دهقاني أن بعض الاتفاقيات سيتم مناقشتها، مع مذكرات تفاهم حول عدد من الملفات، خصوصاً وأن عدداً من الوزراء سيحضرون ضمن الوفد، بينهم وزيرا الخارجية والنفط.
دعوة رسمية من قطر
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تسلم دعوة رسمية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز، وذلك خلال استقبال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
واعتبر رئيسي أن “أولوية السياسة الخارجية لإيران في العهد الجديد هي تطوير وتعميق العلاقات والتعاون مع دول المنطقة والدول المجاورة”، وأكد أن “طهران ترى أن التعاون الإقليمي يصب لصالح السلام والأمن والتنمية لشعوب المنطقة وترحب بهذا التعاون”.
وعن فرص التعاون بين طهران والدوحة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، قال رئيسي: “نحن مستعدون لتفعيل كافة المجالات لتنمية التعاون الثنائي والإقليمي لصالح البلدين”.
وكشفت المصادر الرسمية أن الرئيس الإيراني سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وستعقد جلسة مباحثات رسمية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من حليفتها قطر المساعدة في توفير إمدادات طارئة في حال قُطعت إمدادات الغاز الروسية عن غرب أوروبا، بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون.
كبار مصدري الغاز
وتعد روسيا وإيران وقطر من أهم دول المنتدى الذي سيعقد أيضاً اجتماعات وزارية تستمرّ يومين. وفيما تُعتبر الولايات المتحدة وأستراليا من كبار مصدّري الغاز إلا أنهما ليستا من أعضاء التجمّع.
وحتى الآن لم تتحدد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقطر وحضور قمة الدول المصدرة للغاز.
ويضمّ منتدى الدول المصدّرة للغاز 11 دولة تتمتع بالعضوية الكاملة و7 دول لديها صفة عضو مراقب. ويؤكّد المنتدى أنّ هذه الدول مجتمعة تمثّل 70 بالمئة من احتياطي الغاز المؤكّد في العالم و51 بالمئة من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال.