الكتابة عن الواقع (كما هو) عَزْف منفرد من طرف كاتبٍ يتقن توظيف حروف الحقائق على سُلَّمٍ متحرك صوب خمس اتجاهات ، التنسيق مع أمهر المتذوقين لاحتضان ألحان تُذكِّر العقول أنَّ الأرواحَ البشرية كفيلة بضمان نجاة أصحابها لتظل على سجيتها ساعية لنصرة الحق ما دامت مِلكا خاصا للمتحكِّم بالحق عن حق لأنه الحق وليست بين الحياة ونهايتها على الأرض مجرَّد سائحات ، التحلِّي بالوضوح حينما يدعو الواجب الإشارة (كأضعف الإيمان) لمسببي الجراح عسى غليان الباطل في فتوره يُعَوَّضُ بالإصلاح الفوري وليس الترقيع بالمماطلات ، شجب تلوين الجلود بصباغة الألم لمداومة الركوع لمرور قافلة المتصورين أنهم فوق البشر كالباديات في العلياء متلألئات ، إزاحة قيود الظلم وتحرير المعاصم بالحسنى بدل التدافع العقيم إذ لا يُعقل العودة لإذلال الحريم بالممنوعات من المحرمات ، إرجاع المكدَّس في بلاد الغير وتصريفه استثماراً في العديد من المشروعات ، خدمة واجبة لشباب لا ذنب لهم إن كانوا من تلك الطبقات ، المُخطَّط لها لتبقَى خشب تدفئة الانتخابات .
الكتابة (اختصاراً) غاية لمخاطبة هؤلاء الذين جعلوا من دولةٍ مِلكاً تُزرَع في بواديها أصناف متعدِّدة من الفقر والكثير من السلبيات ، بما لا يُرضي ولا يُلزم الملايين الأخذ به معياراً للتنفُّس وهو مجَّاني لا يدخل في سيطرة المخلوقات ، حتى الإنارة الكهربائية المُتبَجَح بإدخالها للقرى أتت مصاريفها من الغرب الأوربي كهبات ، الماء الصَّالح للشرب تغلَّبت عليه سمة البداوة المتأخرة الوالجة متاحف الإدانة المباشرة لصُنَّاع المُهمَلات ، يكفي التوجه من "فاس" صانعة بهرجة السلاطين والمُبقية على جبابرة الحاكمين ومربية زعماء بعض أحزاب السياسيين البارزين أنظمت مؤخراً للمزمرين والمطبلين في جل المجالات ، يكفي الانطلاق منها لما تُسمى جماعة "الوادين" الملقَّبة ب"حَمْرِيَة" ليتيقن من يريد أن الضحك على الشعب المغربي العظيم في قراه ولو القريبة من المدن الكبرى بلغ حداً لا يوصف من التجاوزات ، كأن سكانها من الدرجة الثالثة لا حق لهم البتة من تسخير أجود الخدمات ، بل هي وسائل تطمس كل ما يُسمَع من ادعاءات ، أنَّ المغربيَ واحدٌ أينما استقرَّ مُحافَظ ٌعليه من الأزمات ، والحقيقة أن المغربي حسب مزاج دولة الأسياد مرضي عليه يفوز في كل الامتحانات ، ومغضوب عليه مهما كان حاملا في العلم أعلى الدرجات ومُقدَّر من طرف مفكري القارات ، يبقى منبوذا اسمه مدون في تقارير سرية تشير للتنغيص عليه موزعة على بعض الإدارات . عمل مثل هذا يجعل نفس الدولة غير متحركة من تصنيف موضوع بدقة داخل إطار عالم ثالث" محروم التعامل معه بما نقتضيه الديمقراطيات ، بل متروك داخل فضاء مرة مهدَّد بالجفاف وأخري بالحرب مع الجيران وأخيرا الانحناء للإرادة الإسرائيلية المساهمة تكون في خلق قطيعة بين تلك الدولة المعنية وما يتطلبه استمرارها من مقومات .