بعد تعيين غزواني وزيرا للدفاع الوطني ، توقعت في إحدى مقالاتي أن يصبح رئيساً لموريتانيا في 2019، و هو ما حدث بناءً على معطيات منطقية وموضوعية في مقدمتها أن الرجل يمتلك خصوصيات أكثر من غيره من السياسيين أولها أنه ابن المؤسسة العسكرية وتثق به اكثر من أي شخص آخر, والاخري أن له عمقه الأول الجهوي يمكن أن يعول عليه في الاصوات. وهو عدو للفساد والمفسدين.وهذا ماحصل بالفعل جيث كانت توقعاتي في محلها.
أعتقد أن رئيس الجمهورية ليس في حاجة إلى حملات دعائية، مثلما روّجت لذلك بعض وسائل الإعلام الوطنية والعربية و الأجنبية، التي تحدثت بإطراء شديد، عن حصيلة الرئيس وأنا كتبت كثيرا في هذا الشأن , وقالت إنه يحضر لمفاجآت سنة 2024..
و وفقًا لمقابلته الاخيرة مع الصحيفة الفرنسية وسائل إعلام وطنية و عربية و أجنبية، فإن تلك التصريحات توحي إلى إمكانية أن يكون ذلك مقدمة للتحضير لمأمورية ثانية للرئيس الذي يكمل رسمياً مأموريته منتصف 2024 الأولى مما سيجعل السنة المقبلة سنة انتخابية بامتياز، تعرض فيها حصيلة الحكم، ويتقدم فيها داعمو الرئيس بطلبهم له بإعادة الترشح، و هذا ليس عيباً أو غريباً، فالرئيس أنجز في 4 سنوات، و رغم جائحة كورونا وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية و الصحية، ما لم يُنجزه الرئيس ولد عبد العزيز في عشر سنوات استشرى فيها الفساد بمستويات قياسية جعلت موريتانيا رهينة في أيدي العصابة التي استنزفت الكثير من مقدراتها المالية، و كادت أن تعصف بالدولة ككل لولا رفض المؤسسة العسكرية وبعض االنواب الوطنيين..
من حق الرئيس الترشح لمأمورية رئاسية ثانية، وعملياً بإمكان الرئيس عرض حصيلة إنجازاته بكل فخر واعتزاز في جميع المجالات، وهي الإنجازات التي لا يُنكرها إلا جاحد، فموريتانيا تشهد منذ 2019، تحت قيادة الرئيس ، تطوراً كبيراً وتحولات جذرية. و“تعرف بالفعل ثورة حقيقية تجلت من خلال إعادة هيبة الدولة ووضع بناء مؤسساتي في مستوى كبرى الديمقراطيات ناهيك عن إطلاق إصلاحات اقتصادية وتعزيز السياسة الاجتماعية لحماية الطبقات الهشة فضلا على التحول الرقمي وإعادة بريق الدولة على الصعيد الدولي “، وفقًا لما أبرزته وسائل الاعلام .
فقد “استطاع الرئيس غزواني خلال 4 سنوات، بالرغم من أزمة كوفيد-19، أن يحدث الانطلاقة الجديدة، وأن يوحد الجميع حول مشروعه. فالجميع أدرك أن بروز موريتانيا خلال النصف الأول من مأمورية الرئيس هو تأمين ضد جميع المخاطر للسنوات القادمة “،”رغم أنف بقايا العصابة ومعاول الهدم، فموريتانيا الجديدة التي يرسي دعائمها الرئيس غزواني لا تمت بصلة للنظام القديم نظام العشرية السوداء الذي أتي علي الاخضر واليابس.
أنا لا اطبّل للرئيس ولانقوم بدعاية له، بل قمت بإنتقاد بعض من القررات ولم أستفيد من نظام حكمه بل تعرضت لبعض من المضايقات والتهميش، ولكن كل ما في الأمر أننا نقوم بسرد إنجازات الرئيس الكثيرة والمتواصلة بكل مهنية وموضوعية،و لا ننتظر من ذلك جزاء أو شكورا، و هي إنجازات واضحة وضوح الشمس في كبد السماء عند الظهيرة، وليس تملّقاً أو تزلّفاً. و من هذا المنبر أطالب الريئس غزواني للترشح لمأمورية رئاسية ثانية حتى يتسنى له استكمال ما تبقى لبناء موريتانيا جديدة باتت تُخيف أعداء الداخل قبل أعداء الخارج..