تحت عنوان: في إسرائيل.. حكومة الحرب منقسمة حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها في غزة، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن السؤال عن عدد الرهائن لدى حماس ومصيرهم ما يزال يؤرق العديدين في إسرائيل: كم عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة؟.
منذ الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عاشت الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين في معاناة وكرب؛ ويبدو الآن أن هناك شعوراً بأن هناك ضرورة ملحة للتحرك، وأن الأوان سيفوت قريباً. فقضية الرهائن هي الموضوع الذي يوحد الشعب، لكن كلما مر الوقت، كلما أصبح الأمر سياسيا، وبالتالي مصدرا للخلاف على أعلى مستوى في الدولة، حيث يتزايد انقسام الزعماء السياسيين، وقد تمتد الخلافات إلى الجيش.
وأضافت “لوفيغارو” القول إن بنيامين نتنياهو يتمسك بالأهداف الثلاثة للحرب كما تم تحديدها في الأيام التي تلت يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول: تحرير الرهائن وتدمير حماس وتأمين قطاع غزة بشكل نهائي. وكررها مساء الخميس خلال مؤتمر صحافي، موضحا مرة أخرى أن الأمر سيستغرق أشهرا.
لكن قضية الرهائن وتدمير حماس ينظر إليهما كهدفين متناقضين.. وهذا ما قاله الجنرالات الذين وافقوا على التحدث لصحيفة “نيويورك تايمز” بشرط عدم الكشف عن هوياتهم. وهي وجهة نظر تتناقض مع الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي، والتي تقضي بضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن. ما يهمس به الجنرالات دون الكشف عن أسمائهم، تقوله الأصوات بوضوح في هرم الدولة الإسرائيلية، تؤكد “لوفيغارو”.
الحسابات السياسية
ومضت “لوفيغارو” موضحة أنه بعد ساعات قليلة من المؤتمر الصحافي الذي عقده بنيامين نتنياهو، مساء الخميس المُنصرم، أجرى عضو في مجلس الحرب مقابلة مع قناة “القناة 12” الإسرائيلية. يتعلق الأمر بقائد الجيش السابق، غادي آيزنكوت، قليل الكلام، والذي يحظى باحترام كبير في إسرائيل، وقد خسر ابنه الجندي مؤخرًا في غزّة. ويعد غادي آيزنكوت إلى جانب بيني غانتس أحد شخصيات المعارضة التي وافقت على تنحية خلافاتها مع بنيامين نتنياهو جانباً خلال الحرب. لكن، مساء الخميس، لم يخف غادي آيزنكوت خلافاته مع رئيس الوزراء، خاصة بشأن موضوع الرهائن.
وأوضح قائلاً: “يجب أن نقول الحقيقة بشجاعة.. الطريقة الوحيدة لاستعادة الرهائن أحياء بسرعة هي التوصل إلى اتفاق”، واصفا الروايات الأخرى بأنها “زائفة”. ثم قال بعد ذلك إنه مستعد للاستقالة إذا بدا أن بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب انطلاقا من الحسابات السياسية، التي كثيرا ما يتهم بها. وستكون الحرب وسيلة بالنسبة له لضمان مستقبله كرئيس للحكومة.
ونشر فصيل فلسطيني يعمل في قطاع غزة إلى جانب حماس، يوم الجمعة المنصرم، مقطع فيديو لرجل أصيب في يوم السابع من أكتوبر، ويعتقد أنه على وشك الموت. وفي الأيام الأخيرة، تم التأكيد رسميًا أيضًا على وفاة رهينتين أخريين. وألقت عائلة أحدهم باللوم على التفجيرات التي قام بها الجيش الإسرائيلي، تُشير “لوفيغارو”.
وأوضح أحد الآباء أيضًا كيف تم العثور على رأس ابنه، الذي قُتل في السابع من أكتوبر، محفوظًا في الثلاجة، وهو ما أكده الجنود الذين قابلتهم “لوفيغارو”. كما يزعمون أنهم عثروا على أقفاص حيوانات في أنفاق حماس، تُستخدم حسب زعمهم لحبس الرهائن. ومنذ بداية الحرب، تم العثور على واحد منهم حيًا وأطلق سراحه من قبل الجيش الإسرائيلي. وأطلقت حماس سراح جميع الآخرين، وعددهم حوالي مئة رهينة، خلال هدنة الستة أيام التي تفاوضت عليها قطر، في نهاية شهر نوفمبر الماضي.
وبناء على هذه الملاحظة- تتابع “لوفيغارو”- يدفع العديد من الإسرائيليين نحو التفاوض على هدنة جديدة. ويبدو أن حركة عائلة الرهائن مصممة على ممارسة المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حيث نظمت مظاهرات، مساء السبت، في تل أبيب وفي “ساحة الرهائن” وبالقرب من منزله. ويعتزم المتظاهرون التخييم هناك حتى يتم تحرير الرهائن. وقالوا لرئيس الوزراء: “أثبت أنك القائد، فالمسألة لم تعد تتعلق بتحرير الرهائن، بل بإنقاذ الأرواح”.
وأوضحت “لوفيغارو” أن الدعوات المطالبة باستقالة غانتس وآيزنكوت تتزايد، معتبرة أنهما إذا فعلا ذلك، فمن المرجح أن يؤدي إلى موجة من الاحتجاجات ضد نتنياهو. فبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بداية الحرب، تخاطر إسرائيل بالتغلب على انقساماتها.