اطلعت قبل قليل على منشور مفاده أن معالي وزير الداخلية قام بتوشيح نجله بدون وجه حق وقد استغربت كثيرا هذه الحملة والهدف منها.
لن أخوض في الأغراض والقيل والقال لأني بباسطة لا أتقن فن المكر ولا أساليب الخداع ولا حتى التودد، وسأكون مباشرا وصريحا.
المهندس سيد محمد ول احويرثي تم اكتتابه سنة 2015 في الوكالة، و لا أعتقد أن السبب آنذاك كان والده أو قريبه أو بعيده، و هو في ذلك مثل مجموعة من المهندسين الأكفاء.
كان شابا ذكيا ومهندسا ماهرا ومن القلائل في البلد الذين يمكنهم أن يكتبوا فقرة علمية متماسكة فنيا، وقابلة للتطبيق، و هو ما يعتبر نادرا تماما في البلد.
لست بحاجة إلى دليل فالكل يكتب ويقوم ببث مباشر ولكن أن تجد فكرة وتكون قابلة للتطبيق لتحل بها مشكلة وطنية وتحصل منها على رغيف فذلك مستحيل، إلا إذا كان المكتوب يدخل في إطار "مسنون الشكر أو مسنون العيب" (ظاهرة أخرى جديدة).
لم أكن لأتحدث عن شخص بعينه ولكن حرصي على أن لاتهتز ثقة شاب بنفسه و تؤثر عليه وهو من أكثر العمال في الوكالة كفاءة هو ماجعلني أوضح حقيقة ماجرى.
و لولا واجب التحفظ لكنت سردت تفاصيل أقلها أن هناك من اقترح حرمانه من التوشيح لأنه ابن وزير الداخلية خوفا من أن يؤدي ذلك إلى زوبعة صحفية، وقد رفضت ذلك، وقلت إن فريق هويتي سيتم توشيحه على عمل وطني بامتياز قام به و سيد محمد ول احويرثي أحد أعضاء الفريق ولن يتم إقصاؤه لأنه ابن وزير فالمشكلة ليست مشكلته وإنما هي مشكلة من سيقوم بتزييف الحقيقة وذلك شأنه.
نظام هويتي نظام معقد ومتشعب ويستخدم مجموعة من التقنيات لذلك كان لابد من عمل فريق متكامل حتى يتم إنجازه. و قد شارك في إنجازه على العموم جميع مهندسي الوكالة، ولكن التسعة الموشحين ( كاتب السطور، جميل، معط، عبد الرحمن ، أحمد، المامي، سيدمحمد، انكيدا، يسلم ) كان عليهم حمل بعير من العمل الدقيق والمعقد وبالطبع لن أنسى هنا أن أشكر المهندسين من خارج الوكالة من مكتب ابتكار( أحمد سالم ومحمدن وصبار و آخرين ) إذ كان لهم دور كبير في إنجاز مكونة من أهم مايكون front-end.
أما مكونة المهندس سيد محمد والتي استخدمها حتى الآن آلاف المواطنيين فهي إنشاء البرنامج الذي يسمح لكل مواطن من دفع المستحقات دون الحاجة إلى التنقل لمكاتب الخزينة.
لم يكن ليمنعني من اقتراحه للتوشيح كونه ابن وزير أو مدير أو قريب أو بعيد فهو مهندس خدم بلده بشرف واستطاع أن يوفر الجهد والوقت ومصاريف التنقل لآلاف المستخدمين قبل أن يكون ابن وزير الداخلية.
أتمنى ممن ينتقد توشيح هذا الشاب اليوم أن يقدم لنا حصيلة ماقام به في حياته من عمل وكان له انعكاس على معيشة الناس