كثرة التسريبات الإسرائيلية والأنباء عن جسر بري لشحن البضائع والمنتجات يصل بعض دول الخليج العربي عبر السعودية والأردن الى الكيان الاسرائيلي دفعت الملتقى الوطني الشعبي الاردني لدعم المقاومة ونصرة غزة مجددا الى مربع التجمع والتظاهر في منطقة الأغوار حيث المكان الذي يفترض ان تلك الشاحنات والقوافل تعبره.
أصدر الملتقى بيانا فيه قدر من الخشونة السياسية دعا فيه المواطنين الاردنيين للتجمع مجددا قرب منطقة الأغوار الشمالية في البلاد بهدف الإعتراض على ذلك الجسر البري.
وفي بيان الملتقى عبارات خشنة هذه المرة تبلغ الحكومة بان ما يريده الشعب الاردني هو اقامة جسر بري لدعم واغاثة الاهل في قطاع غزة وليس دولة الاحتلال والكيان والتطبيع معها.
بدت تلك المقاربة حتى للسلطات الحكومية خشنة في اللغة واللهجة ولا مبرر لها وإضطرت وزارة الداخلية الى لفت نظر الأحزاب المشاركة في الملتقى مجددا الى ان التظاهر في منطقة الأغوار غير مسموح ولأسباب أمنية ايضا.
لكن بيان الملتقى فيما يبدو لا ينصف الجهد الاردني الفعال والنشط في مجال المساعدات الطبية وانزالها مظليا وايضا في مجال تسيير قوافل وشاحنات مباشرة من الأغوار الى قطاع غزة عبر معبر كرم ابو سالم.
لاحظ الجميع بان الحكومة الاردنية لم تعلق على الأنباء والتسريبات الاسرائيلية.
ولم تعلق ايضا على موقف ودعوات الملتقى لكن تلك الأنباء بكل حال أعادت انتاج الجدل حيث تغيب الحقيقة والمعلومات ووزارة الصناعة والتجارة الاردنية لا تؤكد ولا تنفي ما يقوله الاعلام الاسرائيلي عن جسر بري الى إسرائيل لتعويض النقل الحاد في احتياجاتها خصوصا من الخضار والفواكه والأجهزة الكهربائية جراء نشاط الحوثيين على البحر الأحمر .
وسائل إعلام إسرائيلية بثت مؤخرا شريط فيديو ألهب مشاعر الاردنيين ويلتقي خلاله مراسل تلفزيوني على المعبر الشمالي وإسمه معبر الشيخ حسين بسائقي شاحنات حضروا من دولة الإمارات عبر السعودية.
وتحاجج السلطات الاردنية بانها لا تملك الحق في منع اي دولة مجاورة من استخدام الأراضي الأردنية بطريقة الترانزيت لان ذلك سيعني لاحقا منع الشاحنات الاردنية من العبور .
وعلى أساس ان الحكومة الأردنية ملتزمة تماما باتفاقيات تجارة الترانزيت والنقل الموقعة مع كل دول الجوار.
الإشتباه وسط الملتقيات الشعبية وحراك الشارع الاردني بان حكومة بلادهم تصمت على عبور شاحنات إماراتية بموجب ترتيب أمريكي مع السعوديين ايضا.
ولذلك تصدرت الدعوة الى تنظيم مسيرة حاشدة في نقطة قريبة من منطقة الأغوار الشمالية بعد غد الجمعة، الامر الذي يوحي ضمنا بان السلطات الامنية قد تضطر لمنع هذا النشاط مجددا وسط تساؤلات حائرة بين الاردنيين حول هذا لنمط من تقديم المساعدة علما بان المصادر الرسمية تتحدث عن توازنات مطلوبة في الميدان سببها اساسا استمرار دور الاردن في تقديم المساعدات لاهالي قطاع غزة.