في بلادي إن لم تمتهن المؤسسات الإدارية المماطلة مع الشعب ومرتادي خدماتهم يعتبروا غير عملين.
اضرت المماطلات بالمواطنين وجعلتهم في حيرة من أمرهم مما تسبب في تخليهم عن الكثير من الخدمات الآدارية كالوثائق والإرشادات... والسبب في ذلك هو كثرة المماطلة والمواعيد التي تتخذها إداراتنا العمومية كواجب مهني لا غنى عنه خاصة عندما ما يكون المرتاد مواطن بسيط كما يصنفوه من الدرجة السفلى،هذا التصنيف الذي جعلهم لا يقدرون أهميته ولا يعتبرونه بل يعكر مزاجهم فيسخطون في وجهه أحيانا وأحايين كثيرة لا يأبهون به ولا بحاجاته كالمتسول وإن شذت المواضع التي ينظر فيها إلى المواطن كسبب وجود الإدارة نفسها وذلك من شخصيات قليلة عرفت واجبها وآمنت به واتخذت مسطرة لدربها المهني.
إن المماطلة التي تتأخذها الإدارات مع المواطن البسيط العادي الذي يعيش من عرق جبينه ولا يرى شرف العيش إلا إذا شم رائحة العرق هي ممارسة شنيعة وحادة لما يسمى التقدم والإزدهار والتطور على مستوى البلد كما تحد ايضا من مستوى وثوقية الشعب في الحكومة مما يؤدي إلى خربطة على المستوى المحلي سياسيا واقتصاديا ونحن كدولة قبلية في أغلبها قد تتسبب المماطلة أيضا في خربطةاجتماعية وقد يكون أو هو السبب أيضا في عدم وعي المواطن الموريتاني بأهمية الخدمات الإدارية المقدمة من طرف المؤسسات العمومية.
قد خلقت المماطلة أثرا بالغا في نفس المواطن من سوء تسيير سياسة وإقتصاد بلاده،وجعلت المجتمع في حيرة هل هي من أجل خدمته أم من أجل إذلاله واحتقاره وللأخذ بزمامه نحو العبودية