عندما تسقط الاقنعة وتتعرى الوجوه المتلونه وتكشف النفوس المريضة الزائفة ويرفع الستار لنرى الآخرين على حقيقتهم
بلا رتوش زائفة ،، اذا تحدثوا كذبوا وإذا أؤتمنوا خانوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا تنفسوا في الهواء لوثوه .
جميعنا نعرف إن باطن الأرض غنى بأنواع من المعادن !!! وإن الباحث في خصائصها يجد أنها تختلف اختلافًا واضحًا في طبيعتها وصفاتها وميزاتها و تركيبها وأثمانها ، منها النفيس ، ومنها الرخيص .
وكذلك البشر ، لكن لا نعرف معنى كلمة " الناس معادن " إلا بعد أن تحدق بنا الفتن من جميع النواحى
فكاشفة المعادن هي اللحظات الحرجة ، و الحرجة جدا !!!
التي بها نستطيع ان نعرف انفسنا ونقيم معرفتنا بالآخرين
قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) [النساء: 19] صدق الله العظيم
تمايزت معادن البشر .. و سقطت الأقنعة .. و تعرت الوجوه في مهرجان كان يظن أصحابه أنه سيزلزل الأرض تحت أقدام الحشود .. انقشعت الغيمة .. و ظهر ما كان مخفى فى سرائر النفوس ..
فبانت التناقضات وتغيرت الذمم .. واختلط الغث بالثمين .. واندثر معنى حب الوطن وسعي الي مصالحه وبانت حقيقة الأهداف.. وغاية النفوس
فالشدائد ليست شرّا محضاً .. والنعماء ليست خيرا محضاً .
فقط في وقت الشدة تتبين لنا حقيقة ما كنا لنعرفها لولاها
فالإنسان مواقف !! والمواقف خيارات !!
و الخيارات تحدد معدن الانسان ، فـــ معادن البشر ليس لها علاقة بمنصب أو لون أو بمال أو بجاه ، بل المعدن الاصيل للإنسان مرتبط بنبل الأخلاق و قوة إيمان بما يسعي إليه .
انكشفت الوجوه الحقيقية دون أقنعة و تبين لنا أن الهدف هو الطمع في الحصول علي دريهمات حتي ولو كانت علي حساب أمن بلد واستقرار وطن !!! تبين لنا زيف الشعارات وكذب الخيارات.
قال الله سبحانه و تعالى
(يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ )
صدق الله العظيم
فالحمد لله الذي سخر المحن لنكتشف من خلالها حقيقة المنتفعين الجامعين للمال علي حساب أمن واستقرار وطن .....
سقطت الأقنعة و سقوط الأقنعة” هي حقيقة لا نستطيع أن نصل إليها بسرعة البرق بل قد تستغرق منا وقتا طويلا لنكتشف تلك الحقيقة المخبأة خلف تلك الأقنعة وعندما تظهر الأوجه الحقيقية نندهش جدا من قوة الاتقان بالتمثيل الذي قام به أولئك الأشخاص
الذين كنا نسمع حديثهم عن الوطن بصدق النوايا وطيب الأنفس ولكن كانوا متمرسين علي فن الخداع فقد أوهمونا بأنهم يحبون الوطن وأنهم مناضلين من أجل الوطن وأنهم المتنفس والسند والأمان ولكن كان هذا مجرد وهم أرادوا به إقناعنا من أجل ان يكسبون صكوكا لتزويد حساباتهم البنكية وتمويل رحلاتهم المكوكية
لم يكن هدفهم الوقوف بجانب الوطن والمواطن بل كان مبتغاهم أن يضمنوا ثقتنا بهم ليتسلقوا على أكتاف طموحنا للوصول إلى ما تسعى أنفسهم المريضة إليه
قبل أن ندرك أن طيبة قلوبنا وصفاء أرواحنا كانت بمثابة غطاء أو غشاوة على أعيننا لتمنعنا من التعرف عليهم وفهم حقيقتهم التي خبؤوها خلف ذلك القناع البرئ الذي أسرنا بطيبته وصفاء روحه
جميعا نعلم ولدينا يقين تام أن هناك أقنعة متواجدة على أوجه من حولنا وأننا سنكتشفها يوما ما ولكن الذي لم نتوقعه أن السياسيين هم من تميزوا بهذا الفن حتي ولو كان علي حساب أمن واستقرار البلاد والذي كان بمثابة مسلسل حلقاته متقنة ومخطط لها سواء طالت تلك الحلقات أم قصرت حتما سنصل معهم إلى الحلقة الأخيرة التي استطعنا فيها كشف القناع وإظهار الوجه المخبأ وراء ذلك القناع …
يتساقطون .. وتتساقط معهم الكثير من الأشياء، تتساقط الأشياء فينا قبل تساقطها حولنا ،فتتهشم خلفهم الكثير من المعاني ،ويتبعثر بعدهم الكثير من الثقة بالآخرين ،ونبقى في حالة مؤسفة من الندم والدهشة والذهول. بدرجة سذاجتنا وسرعة خداعنا من أصحاب هذه الأقنعة المزيفة والتي لن تقدم لنفسها شيئا فكيف ننتظر منها أن تقدم لنا شيئا .
بقلم شيخنا سيد محمد