في أقصى لحظات الأمة ضعفا وهوانا، ومع استمرار الإبادة الإجرامية التي يشنها جيش القتل الإسرائيلي ضد أهل فلسطين، تحل الذكري الثانية والسبعون لثورة يوليو 1952.
فكيف كان صوت الذكرى وصداها؟
د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن ثورة يوليو هي احدي اعظم ثورات العالم الثالث في القرن العشرين، ان لم تكن اعظمها اطلاقا.
ويضيف أنها كانت الثورة الوطنية الرائدة والملهمة للكثير من الثورات العربية والافريقية وحتي في امريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن الثورة الكوبية تقف شاهدا علي ذلك.
ويتابع مقلد قائلا: “وككل الثورات الكبري في التاريخ كانت لها انجازاتها العظيمة والمبهرة كما كانت لها ايضا عثراتها واخفاقاتها واخطاؤها، فالثورات هي عمل انساني بالاساس، ولكن تبقي كفة الانجازات هي الارجح”.
وينبه على أننا يجب ألا ننسي أن ثورة يوليو، كثورة تحرر وطني، كان لها منذ البداية أعداؤها الخارجيون ممن لم يتوقفوا يوما عن التآمر عليها والتحريض ضدها؛ لانها وقفت حجر عثرة في طريق ما كانوا يحاولون تسويقه لهذه المنطقة من خطط ومشاريع دفاعية وأحلاف عسكرية للابقاء عليها كمناطق نفوذ خالصة لهم، لافتا إلى أنهم فشلوا في هذا الهدف، وكان سقوط حلف بغداد أكبر دليل علي هذا الفشل الغربي المدوي.
ويتابع قائلا: “كانت حجة الرئيس عبد الناصر هي لماذا اتحالف ضد الاتحاد السوفيتي وهو الذي لم يحتل لي ارضي ولم يكن يوما عدوي وهو الذي يزودني بالسلاح الذي ادافع به عن نفسي، وهل تكون محاربة الشيوعية بالاحلاف العسكرية، ام بالتنمية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر وتقريب الفوارق بين الطبقات الاجتماعية في بلدي.؟ وهو ما قاله لوزير الخارجية الامريكية دالاس في اول لقاء جمع بينهما بعد شهور من ثورة يوليو،. وهو ما أثار غضب الوزير الأمريكي دالاس منه وشحنه بكراهيته الشديدة لعبد الناصر وظل علي عدائه له وكان هذا العداء مصدرا كبيرا للتوتر والخلاف في العلاقات المصرية الامريكية.. فالأفكار بين الطرفين كانت متباعدة عن بعضها تماما”.
ويخلص مقلد إلى أن ثورة 23 يوليو كتاب كامل من الوقائع والاحداث التي يجب أن تُقرأ كل فصوله وصفحاته في سياقها الزمني والموضوعي الصحيح حتي نحكم عليها بما يليق بمكانتها التاريخية الكبيرة ويعطيها حقها بصورة منصفة وعادلة، وليس بأحكام سطحية وظالمة ومتسرعة، مشيرا إلى أنها ليست كلها ما حدث في يونيو 1967وكان للسوفيت انفسهم يد فيه ومسئولية عنه وليس الغرب وحده، وانما كانت هناك قبلها احداث عظيمة كثيرة بلغت ذروتها بتأميم قناة السويس واستعادتها الي السيادة المصربة في تحد سافر من قبل الرئيس عبد الناصر لاكبر قوتين استعماريتين في العالم وهما بريطانيا وفرنسا ومن ورائهما امريكا والغرب كله.
ويقول إن مكانة مصر في العالم الثالث كقوة تحرر وطني كانت آنذاك لا تدانيها مكانة،وهناك الكثير مما كان لمصر دور كبير فيه عربيا وافريقيا ودوليا، فلماذا ننسي هذا كله؟
تدمير تل أبيب
من جهته قال الناشط السياسي د.ممدوح حمزة (ناصري الهوي) إنه ينتظر سماع أمر من المقاومة لسكان تل ابيب لإخلاء حي معين لأنه سيتم قذفه.
ويضيف “حمزة”: “أتمني مشاهدة تدمير أهم مبانٍ في تل أبيب، جعل تل ابيب مدمرة كما غزة أمر مشروع وأمل ويجب أن يكون هدفا”.
في سياق يوليو قالت د.وفاء إبراهيم أستاذة الفلسفة والعميد السابقة لكلية البنات جامعة عين شمس إن عبد الناصر أحدث تغييرات هائلة فى البنية الاقتصادية والسياسية، وانتهج سياسة الاستقلال والاعتماد على الذات، وسياسة عدم الانحياز، كما قام بتأييد الحركات التحررية فى أفريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، وصب كل هذا فى تشكيل وعى مصرى يثق فى نفسه ويشعر بالفخر كونه مصريا من بلد ناصر كما كان يطلقون علينا فى اوروبا وامريكا.
وتضيف أن كل هذه الخطوات الواثقة أدت الى تأليب الاتجاهات الفكرية فى البنية الفكرية المصرية منذ قبل الثورة، حيث تهددت مصالحها، مشيرة إلى أن هذا هذا الحقد ولّد انواعا من الصراع لا يرى فيه اصحابه اى ايجابيات لهذا الرجل المخلص من اجل جعل مصر قوة عظمى رغم بناء المصانع والمدارس والوحدات الصحية بالريف، واهتمامه بأولوية التعليم وكان عيد العلم من اهم الأعياد، وأجملها .
وتؤكد أن كل الرموز المصرية المعروفة فى كل المجالات هى من جيل ثورة يوليو، مشيرة إلى أن ناصر للأسف حصد كل هذا حقدا اسود لاسيما إسرائيل التى شعرت بالقلق من القوة الاقتصادية المصرية وتناميها التى قد تضعها على طريق القوى العظمى.
وتختتم قائلة: “حصاد ذلك تمثل فى هجمة العدو بقوة لا يملكها فى يونيو، فهى امداد كما هو مستمر اليه من امريكا الى الان، لا ينكر محب لعبد الناصر او عاقل انه يمتلك مشروعا وطنيا حقيقيا برغم وجود سلبيات، بطبيعة الحال، ساعدت على الاختراق، وأن ينفث الكارهون حقدهم ببشاعة