دعا بيرام الداه اعبيد إلى حوار مع النظام
لم يحدد مسار الحوار ولا موضوعه ولا طبيعته ولا هدفه
بيرام فى وضع مريح سياسيا فإذا كان خطابه حادا متطرفا ومتشنجا فإنه حظي بتزكية 22% من ناخبين موريتانيين ينبغى الاستماع إليهم واخذ رايهم بعين الاعتبار فهم منا على اية حال ولهم رؤى وافكار تخصهم ولربما راوا فى بيرام على عجرفة خطابه وصدامية طرحه شيئا ما يوافق هوى فى نفوسهم وهم فى النهاية" لحمة" من " جلدنا"
عندما تكون هناك دعوة للحوار يتبادر للذهن وجود ازمة تتطلب حوارا
وفى افريقيا لابد ان يحدث فاشل فى السباق الرئاسي زوبعة ويركب ظهر " الحمار" فيتحدث عن تلاعب وتزوير وظلم
يتبادر هنا سؤال
مع من يريد بيرام أن يتحاور
بيرام لايعترف بالرئيس
لايعترف بالمجلس الدستوري
لايعترف بلجنة الانتخابات
ويقينا لا يعترف بالحكومة
كيف تحاور نظاما لاتعترف به
وعلى اية طاولة وحول ماذا
بيرام يزيد( فوليمه) عادة مع زيادة نسبة الناخبين التى يحصل عليهآ فيرفع عقيرته وسقف مطالبه
هذه المرة شهدت حملة بيرام مزجا خطيرا بين الاستمرار فى الخطاب الشرائحي وإضافة الانفصاليين للتحالف الانتخابي
وهذه المرة لا يمكن لبيرام الإفلات من اتفاقه مع منظر ( أفلام) والمبشر بالانفصال درجة حمل السلاح ضد الوطن الموريتاني صمبا تيام
المشكلة ان الطرفين لم يتفقا على طبيعة المكاسب التى يريد كل واحد منهما انتزاعها من النظام
طموح صمبا تيام يتجاوز حدود المعقول فهو ينتهز فرصة اصطفاف( لوني) لأول مرة فى تاريخ البلاد لتحقيق مآرب معقدة وبالغة الخطورة على مستقبل البلاد
بيرام ليس انفصاليا ولا يملك طموحا خارج حدود الوطن الموريتاني ولذلك فمايريده قد لا يتجاوز إشراكه فى الحكم أو المال
لذلك فتحالف بيرام وصمبا متآكل بنيويا فدعوات الانفصال الهدامة لا يمكن مطلقا ان تبنى عليها تحالفات من أي نوع
بيرام الآن اصبح حقيقة ولديه حوالى300000 صوت
ومن صوتوا له يجب الانفتاح عليهم والاستماع لهم وإشراكهم
صحيح انهم صوتوا لرجل وليس لفكرة ولخطاب وليس لمشروع سياسي جاد وواقعي ولكن صحيح أيضا أن أسباب اصطفافهم تستدعي الدراسة والتحليل
فاذا كانوا صوتوا لبيرام باعتباره أملا لرفع مظالم معينة فلترفع الدولة تلك المظالم ولتعالج اسباب الاصطفاف والاحتقان والتوتر
طبعا الدعوة للحوار تتطلب من بيرام الاعتراف بالنظام اولا وإلا فإن غياب الثقة المتبادلة مناقض للحوار نصا وجوهرا وهدفا بعدها ليحدد بيرام موضوع الحوار وهدفه ثم ليقرر مصير تيام صمبا والتحالف معه فتيام لن يستمر طويلا فى التودد والتمسكن ولربما رفض الحوار جملة وتفصيلا
ثمة ازمة فى تحالف بيرام
فهل ستظل (افلام) مجرد تابع لبيرام مفعول به ام انها ستفكر فى الامساك ب( خزامة) بيرام لتحقيق ماعجزت خلال أربعة عقود خلت عن تحقيق أقل القليل منه