أظهرت تشكيلة الحكومة الجديدة التي اعلن عنها مؤخرا في موريتانيا وتكليف مهندس العشرية السوداء ولد اجاي وزيرا أول جديدا للحكومة ، أكثر من تصريحات وبيانات ومقالات لبعض الكتاب والمدونين, وأطلق عدد من النشطاء على الفايسبوك هاشتاغ “حكومة الإهانة”، وتداولوا مقولة ” تمخض الجبل فولد فأرا”، بعد ظهورأسماء في الحكومة ليسومن الشباب وليسومن اصحاب الكفائات كيف يمكن للجبل أن يتمخض (بضخامة حجمه) فَيَلِدَ فأرا ( صغيرا)، بعد أن حمل ( الجبل) فترة طويلة دامت عدة سنوات ، وكان الجميع يرى البطن تكبر يوما بعد آخر، فرحين بها، منتظرين بفارغ الصبر المولود (المنتظر) الذي بشّربه الريئس محمد ولد الشيخ الغزواني أنصاره وحزبه وعموم الموريتانيين اثناء الحملة الانتخابية، و الذي سبب ملأ دنيانا فرحا وبهجة. ازدحم الكل عند الجبل يريد التأكد من صحة الخبر. ترى كيف سيكون ابن الجبل؟، هل سيكون جبلا أشم مثل سلفه؟، وهل سيكبر يوما بعد يوم، أم أنه سيولد كبيرا؟. وبعد طول انتظار، وصبر واصطبار، ولد حكومة فساد بمتياز،!! فولّى الجمع ضاحكين ساخرين. .
الجبل لا ينجب، ولكن هنا يأتي للدلالة على كبر الحجم وصغره، وأيضا عظم وكبر القيمة وصغرها. والمقصود هنا الآمال المعلقة على خطوة من الخطوات التي تقدم عليها جهة معينة، تكون كبيرة، ولكن في الواقع لا ينتج عنها ما يحقق أصغر الآمال وليس أكبرها. أي أن المثل يضرب للكبير فيأتي بأمر صغير. وهذا ما حدث بالضبط في تشكيل حكومة ، ولد اجاي انتظرنا عدة أشهر من البلوكاج الحكومي، وأقسم رئيس الجمهورية بأغلظ الأيمان أنه سيشكل حكومة من الشباب والكفاءات ، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق. فالجبل بقوته وعظمته وكبر حجمه عندما أراد أن ينجب شيئا، كان من المفترض أن ينجب جبلا مثله، لكنه أنجب في الأخير فأرا، وهذا دليل على عدم الإنجاز بعد توقع الكثير، بحيث أن الإنجاز لم يكن بقدر حجم التطلعات والطموحات، وبقدر الجهد والوقت الذي بذل من أجله. سمعنا جعجعة ولم نري طحينا.