تعقيب علي مقابلة محمد ولد غده حول دور قبيلة "اديبسات" في الفساد/ الياس محمد

سبت, 07/09/2024 - 13:14

نادراً ما يجد الإنسان نفسه مدفوعاً دفعاً للتعليق على مقابلة او تصريح صحفي او مقال، ولكن هناك بعض المقبلات اوالتصريحات تستحق التعليق،لأن بها تجني علي آخرين اوفكرة متميزة أو جهداً مبذولاً يستحق التعليق، وهذا ما استوقفني في مقابلة السناتو رالسابق محمد ولد غده مع الصحفي حنفي , حول الدور الذي تلعبه مجموعة البوصاديين في نظام ولد الغزواني الذي ينتمي إليها .

الافكار.التي وردت في المقابلة منها ماهو مقبول ومنها ماهو مرفوض جملة وتفصيلا. اتفق معه  في الشق المتعلق بعدم نزاهة محاكمته وما شاب التحقيقات في القضية لان هناك شبهات فعلا  حول ما تقوم به شريكات رجل الاعمال زين العابدين؛ فهي تكشف ضعف في السلطة والعلاقة بين رأس المال والسياسة وحقيقة...مواجهة  هذا الفساد في المقام الأول؛

أما  التجني علي قبيلة البوصاديين التي عرفت عبرالعصور بالتقي والورع والعلم والصلاح والفضل والكرم علي أنها تلعب دورا كبيرا في الفساد الاداري والمالي في الدولة. هي فكرة تفتقر إلى الموضوعية والمصداقية.من المعلوم عند الجميع أن ولد الغزواني حينما اطلع علي تقرير مفتشية الدولة عن فساد في مشروع السور الاخضر وكان من ضمن الاشخاص المتهمين بالمشاركة في الفساد اشخاص من محيطه القبلي اصدرتعليماته بالقبض عليهم حتي تسديد الديون المستحقة عليهم وفعلا تم تسديد جميع المبالغ المتهمين بها...يامن يعيب وعيبهُ متشعبٌ.... كم فيك من عيبٍ وأنت تعيبُ؟

السيد السناتور..كيف تغمض عينك وتتجاهل ماقامت به اسرة اهل غده من فساد ونفوذ في العشرية السوداء , كان هناك تكتل رأسمال اصتنعه الريئس السابق ولد عبد العزيز ومن ضمن هذا التحالف  اهل غده ابناء عمومة السيد السناتور الذين استحوذو علي نسبة 70% من الصفقات وفي جميع المجلات, وبعد مباشرة الجهات المختصة، التحقيق مع  الريئس السابق ولد عبد العزيز تبين أنه قام بأعمال غير مشروعة في عدة مجالات وجمع مبالغ مالية كبيرة من جراء ذلك، ولجأ  لغسل تلك الأموال المشار إليها وقام بإخفائها في مؤسسات اهل غده تجاوزت الملياراوقية. هذا غيض من فيض وماخفي كان اعظم.

مقابلة  السيد السناتورجديرة بأكثرمن قراءة، لأنها تعكس رؤية عميقة لتحولات سياسة اخري مقبلة تحاول تغييرالمشهد في الاتحاد العام لارباب العمل الموريتانيين لصالح احد رجال الاعمال،هذا هوالسياق العام للمقابلة ، الفساد كان ومازال ويتمدد في موريتانيا.ومن ينظر في قضية كالفساد في بلد مثل موريتانيا لا يحتاج إلى التدقيق في تقارير المؤسسات ، كمنظّمة الشفافية مثلاً.

الدلالات على تراكمات الفساد جلية! إذا تجوّلت بين مناطق العاصمة ستجد بنايات شاهقة تحمل عناوين شركات استثمارية يملكها رجال اعمال من قبيلة السيد المحترم ولد غدة وحديثة النشأة ولدت في زمن العشرية السوداء.  أوبالمافيات الصاعدة أن ذاك، أو لطبقات رجال الأعمال الطفيلية التي صعدت إلى مصاف رجال الأعمال بسبب علاقتها المشبوهة بقوى النفوذ القبيلي.للريئس السابق .

وبات لِلفساد أوجه عدّة، منها الفساد الذي يتم على وفق صفقات سريّة غير معلَنة، تجري من خلال بيع وشراء المناصب السياسية والإدارية والمالية والأمنية العليا في مؤسسات الدولة، ومظاهر هذا الفساد تتجلّى في وصول شخصيات معيّنة لمناصب محددة رغم عدم امتلاكها الكفاءة الإدارية أو التدرج الوظيفي في العمل المؤسساتي، أو حتّى المؤهل العلمي الذي يؤهلها لِلمنصب القيادي من نفس مجموعة الريئس السابق.

أمّا الوجه الآخر، ويتم تشخيصه من قبل المؤسسات الرقابية، التي دائماً ترفع شعار محاربة الفساد، لكنّه يبقى شعاراً لِلاستهلاك الإعلامي. فالكثيرمن الشركات في تلك الفترة متورطة بصفقات الفساد وبهدر المال العام ، لم تظهر في محاربة الفساد أيّ أثر على أرض الواقع في تلك الفترة..

كان الفساد في  موريتاتيا الرئة التي تتنفس منها الطبقةُ السياسية الحاكمة وعلي رأسها الريئس محمد ولد عبد العزيز، وهو بمثابة جهاز التنفس الاصطناعي الذي يُبقي هذا النظام السياسي الفاشل على قيد الحياة؛ لأنَّ مِن دون الاتفاق على تقاسم موارد الدولة لا يوجد ما يمكن أن يتفق عليه هؤلاء.سوي الفساد حتي اصبح يتغوَّلَ على الدولة وأصبح هوالوجه الآخر لجماعات الدولة الموازية التي تفرض نفسَها بقوّة ، والنفوذ القبلي والسياسي، ولكنَّ خطورة الفساد في أنّه لم يعد يقتصرعلى مظاهرالفساد السياسي والمالي والإداري، وإنّما هناك تقبّل اجتماعي وثقافي لِلفاسدين وتقبلهم باعتبارهم شخصيات عامة.هذه مظاهرمن الفساد..ولأول مرة في تاريخهم، تابع الموريتانيون فصول محاكمة أدين خلالهارئيس سابق ورموز في نظامه بتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع وغسل الأموال وتبديد ممتلكات الدولة.

ومن ناحية أخري اضيف الي معلوماتك أن قبيلة إيدبوسات الأنصارية البوصاديين هي قبيلة كريمة الحسب...والنسب

كلمة "إديبسات" بالصنهاجية "أبناء بسات" وهي نسبة لأحمد البوستي الأندلسي بن ألف بن أنس بن أجب بن شيث بن عامر بن كنت بن بوهم بن عامر بن بوهم بن صعصعة بن المنذر بن ماء السماء بن عرمرم بن جميل بن عصام بن قتادة بن وتاد بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه،

 وقد شاعت النسبة الأنصارية لهذه القبيلة في بلاد موريتانيا بحيث صارت أشهر مثال على جميع  القبائل في البلد، ، قدم أحمد البوستي هذا من مدينة بوسته بالأندلس خلال الحملات المرابطية على المجموعات الوثنية في هذه البلاد وتحديدا في فترة حكم أبي بكر بن عمر اللمتوني، ومن  جاء من اجل الفتح الاسلامي لابد أن يطبقه سلزكا وممارسة ومن هذا التاريخ وهذه القبيلة أهم أهدافها في الحياة الدنيا؛ الإصلاح بين الناس إذ بالإصلاح تصبح الأمة وحدة متماسكة، يسعى بعضها في سبيل إصلاح الآخرين.

قال فيهم الشاعر

بُصاد أنصار خير الخلق قاطبة == أكرم بالانصار من حي ومن باد

يكفيك من كونهم أنصار سيدنا اقــــــــتفاء آثارهم في الوسم بالصاد

الكاتب والباحث السياسي

الياس محمد...