..شهدت الضاحية الجنوبية ببيروت، الأحد سلسلة غارات إسرائيلية متجددة منذ الفجر وحتى ساعات الصباح الأولى، في إطار العدوان الإسرائيلي المستمر على مختلف مناطق لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت منطقة الحدث ومبنى بحارة حريك.
ولاحقاً أفادت الوكالة بأن الطيران الإسرائيلي جدد غاراته على ضاحية بيروت الجنوبية في محيط مستشفى بهمن بحارة حريك.
والضاحية الجنوبية هي المساحة بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق العاصمة، وتتبع إداريا محافظة جبل لبنان (وسط)، وفي قلب الضاحية توجد منطقة حارة حريك على مساحة 1.82 كلم مربع.
وتبعد حارة حريك 5 كلم عن بيروت، وتوصف بالمعقل السياسي لـ"حزب الله"، حيث تضم مقراته الأمنية والسياسية، مثل مركز القيادة ومكاتب نوابه البرلمانيين ومجلس شورى الحزب، بالإضافة تركز سكاني كثيف.
والأحد أعلنت هيئة الدفاع المدني اللبنانية في بيان عبر منصة فيسبوك أن طواقمها تعمل على إخماد حريق في مبنى انهار بفعل الغارة الإسرائيلية على حارة حريك.
وأضافت الهيئة أن عناصرها يعملون على إخماد حريق مستودع للأوراق أسفل مبنى دمر جراء غارة إسرائيلية على منطقة الشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت أمس السبت، مشيرة إلى أن فرق البحث والإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض بحثاً عن مفقودين.
وفي وقت سابق الأحد، قال الجيش الإسرائيلي، إنه قصف مقرا لقيادة استخبارات "حزب الله" في بيروت، وادعى القضاء على 3 قياديين بالجماعة في غارات جوية، دون أن يحدد مكان المقر فيما لم يعلق حزب الله حتى الساعة 10:30 تغ.
وكان الجيش الإسرائيلي وجه السبت إنذارا لسكان عدد من المباني بحارة حريك ومنطقتي الشويفات وبرج البراجنة؛ بدعوى أنهم "متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله"، قبل أن يقصف الأماكن المذكورة بعد توقف للغارات على ضاحية بيروت الجنوبية دام ثلاثة أيام.
ويأتي القصف الجديد رغم تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الثلاثاء الماضي، بأن حكومته "حصلت على ضمانات أمريكية لخفض التصعيد الإسرائيلي في العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و448 قتيلا و11 ألفا و471 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.