قصة مروّعة عن تاريخ الولايات المتحدة عندما همت بعملية تهجير هي الأبشع في التاريخ

اثنين, 17/02/2025 - 18:00

 سأحكي لك قصة مروّعة عن تاريخ الولايات المتحدة عندما همت بعملية تهجير هي الأبشع في التاريخ ..

وقبل أن يتولى الرئيس ترامب الحكم  بمدة طويلة.

وقعت عين آمريكا على منطقة استراتيجية جدًا سنة ١٩٦٥ ..

 ما هو اسم المنطقة ؟

أرخبيل تشاجوس في المحيط الهندي ..

 بينما مشكلة هذه المنطقة في أمرين ..

الأول أنها من المفروض تابعة لدولة موريشيوس ..

والثاني أن موريشيوس نفسها تخضع للسيطرة البريطانية ..

مشكلة صح! ...ما هي خطة أميركا لتتجاوز ذلك؟

اتفاق سري مع بريطانيا وموريشيوس ..

وكان مضمونه هو الآتي ..

بريطانيا تعطي لموريشيوس الاستقلال مقابل توقيعها على تنازل عن ملكية أرخبيل تشاجوس ..

وأمريكا تعطي لبريطانيا في المقابل تقنية تحتاجها جدًا ..

وهي غواصات بولاريس ..

لكن تبقّت مشكلتين كبار جدًا ..

الأولى ..

أن موريشيوس لا تقدر أن تعلن مضمون الإتفاقية أي أنها باعت أرضها..

 و لها حل سهل ..

سيعلن الرئيس في خطاب أمام الشعب أنه لا يعلم باتفاق ابريطانيا و USA و أنهم مصممين على بقاء الأرخبيل ضمن سيادتنا ..

بينما هو في السر أخذ ٣ مليون دولار للتخلي عنه و أهل بلده.

طيب المشكلة الثانية ما هي؟..

لأ .. دي كبيرة ..ليه ؟!!

سكان تشاجوس ببساطة..الأرخبيل مسكون بألاف من البشر..

أمريكا تريده فارغا لغرض القاعدة العسكرية ما العمل؟..

و هنا تراودهم فكرة جريمة بشعة في القانون الدولي لو فكّرت إنها تهجرهم من أرضهم..

لكن هل القانون الدولي يردع أميركا ؟

..طبعًا لا..

الرئيس الأمريكي وقتها كان ‘‘ليندون جونسون‘‘..شكّل لجنة بقيادة الأدميرال جريثام وكان معاه في القيادة  الأدميرال الإنجليزي السير جريتباتش..والإثنين بدأوا خطة مخيفة لتهجير سكان أرخبيل تشاجوس..فماذا عملوا ؟..

لست أنا من سيحكي لك القصّة ..

بل معظم التفاصيل القادمة سوف يرويها الصحافي الاسترالي ‘‘جون بيلجر‘‘ في كتابه " الحرية في المرة القادمة‘‘، وتحديدا الفصل الأول " سرقة أمة"، ص:ص ٣٧-٩٧..

فماذا عمل الأمريكان؟..

٣٠ سفينة وبارجة أميركية وبريطانية هبطوا على شواطيء الأرخبيل..ضربوا حصار تجويع مخيف على السكان، قطعوا المياه والكهرباء ونشروا ألوف الجنود في كل ركن

هل انتهى الأمر لهذا الحد؟

لا أبدًا ..هذا بداية أول الخيط..

سيظهر ذلك لنا من بعد ..

من يعرف طبيعة السكن في تلك المناطق يعرف إن يد ورجل الساكن هو حيوان واحد ..الكلب المستخدم في الرعي والصيد ..

فرصة عظيمة للأمريكان..جمعوا كل الكلاب..

وأشعلوا النار في الحطب..

وجمعوا السكان ليشاهدوا بعيونهم كيف أن الجنود الأميركيين تحاوزوا كل الحدود ليشووا الكلاب و هي حيّة..

ومن يعترض من السكان الحضور.. ربطوه من قدميه وألقوه في السعير حتى يشوى مع حيواناته الأليفة.

هل توقف الأمر عند هذا الحد..؟!!!

لا أبداً..

صادر الأمريكان كل الثروة الحيوانية الداجنة التي يعتمد عليها السكان في حاجياتهم الملحّة و رموها مع الكلاب في النار..هل توقف الجنود عند هذا الحد؟

لا أبدًا ..

أخذوا يربطوا السكان المعترضين من خلاف ويسقطوا رؤوسهم في الماء في حفلات جماعية أمام السكان الذين يشاهدون ذويهم وأحبائهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة غرقًا..

هذا فقط؟

لا..

الفتيات تعرضن لما لا يُمكن لخيالك تصوره..

وفي النهاية بعد شهور من الإنهاك والإذلال..لم يجد السكان المسالمين لتشاجوس بدًا من ركوب السفن الأميركية والبريطانية..أستاجبوا لرغبة المحتل و هو سيرحمهم؟..

لا والله..

الأمريكان والبريطانيين كانوا بيتصرفوا زي ماضي أجدادهم وهم ينقلون الرقيق الإفريقي من سواحل خليج غينيا إلى مزارع السكر في أميركا الوسطى والكاريبي في القرن الثامن عشر..

فاكر مثلًا القصة الشهيرة لسفينة العبيد زونج..لما قبطانها ‘‘كولنيجوود‘‘ ربط الأفارقة وألقاهم في المحيط الأطلسي لأنهم مرضى؟

بالظبط..

هذا ما تكرّر..

نقوا السكان المرضى وربطوهم وألقوهم..

لكن تلك المرة في المحيط الهندي

٤٠٠ شخص اترموا لسمك القرش..والباقي اللي وصل لبريطانيا ودول أخرى..اترمى في الشوارع..لا حق في الجنسية ولا سكن..

ولم يكن هناك مفر لسكان تشاجوس المهجّرين سوى التخلص من أنفسهم بالحبل .. لأنهم لم يقبلوا التسوّل ولا بيع بناتهم.

والأمريكان نالوا مبتغاهم..

وأنشأوا أكبر قاعدة عسكرية خارج الحدود الأميركية في أرخبيل تشاجوس وهي قاعدة ‘‘دييجو جارسيا‘‘..ولأجل عيون هذه القاعدة ولأجل التمكّن من ذلك الأرخبيل الاستراتيجي..ضحّوا بشعب كامل أمام أعين العالم كله ..!!!!

شعب كان مصيره الغرق والنار والمنافي والشوارع وأعواد المشانق..وهذا لم يكن في تاريخ بعيد..أبدًا..

سنة ١٩٦٥..

ما المقصود يعني؟

..ببساطة هذا هو ماضي أمريكا..

ترامب وقبل ترامب ..

المستضعفون مصيرهم النفي والتهجير..

سيحاول البعض أن يقول لك أن ترامب استثناء في التاريخ الأميركي..سمسار مجنون عايز يغيّر العالم ويفني قضايا تاريخية..

لأ..إطلاقًا..

هذه هي أمريكا وتلك هي الحضارة الغربية عمومًا..

لكن العرب بس ذاكرتهم سمكية أو ربما توقفوا عن الإطلاع على العالم من حولهم .. فاعتقدوا أن ترامب حالة شاذة..

لكن الرجل خير ممثل لحضارة بلده..

حضارة الإغارة والسلب والنهب والتهجير وإذاقة السكان الأصليين الأمريّن.

القطاع هو تشاجوس الأميركي الجديد..

عايزين يعملوا شواطيء ومساكن وريفيرا وقواعد متقدمة لقواتهم عشان يسيطروا على أي نقطة في الإقليم في ظرف ٣ دقائق..

والسكان الأصليين يروحوا مصر أو الأردن ومش بعيد إندونيسيا والفلبين..بموجب إيه؟

..ترامب جاوب..

السلطة الأميركية..احنا قرّرنا وسوف ننفّذ..!!!

هل تعرف ما الذي يحول فقط بين تنفيذ سيناريو تشاجوس في القطاع ؟!!!

..فقط البارودة والمقاومه ..

البارودة التي ألّح الأبطال على طلبها من العرب ستة عشر شهرًا..

ولم يستجب لهم ملوك وسلاطين ظنّوا أنهم بمأمن من الغدر الأميركي..

ما يمنع سلب الحق هو القوة..

هو إعلام العدو أنك تستطيع دحره واستنزافه..

القوي يفرض إرادته..

إنما البيانات والشجب والتنديد..لغات لا يفهمها الأميركي أبدًا سوى أنها تسوّل للحق ..

وهذا عالم لا يحترم أبدًا المتسولين..

ليس ذلك الكيان التافه هو عدونا الأول ..

أبدًا

أمريكا هي العدو

تلك الحضارة الغربية هي العدو..

وكل عربي ما يزال يطأطيء رأسه أملًا في حسنة أميركية، وكل عربي يخشى قول ‘‘لا‘‘ لمخططاتهم خوفًا من التبعات..

هو أصلًا من سلمّنا للأميركيين..

ولا يقل أبدًا عنهم..بل هو أكبر عدو !

منقول