سياسي  سنغالي قمة واشنطن أفريقيا “قمة الإذلال”

اثنين, 07/07/2025 - 14:20

.وصف وزير الخارجية السنغالي السابق، الشيخ تيديان غاديو، القمة المرتقبة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، رؤساء خمس دول أفريقية، تتقدمهم موريتانيا والسنغال ، بأنها” قمة إذلال”

 الوزير السنغالي، السابق ، اعتبر اللقاء الثنائي المنفصل داخل البيت الأبيض مع كل رئيس  على حدة ، سابقة خطيرة تحمل في طياتها إهانة مبطنة وتشكيكا في وحدة الصف الأفريقي.

وقال رئيس الدبلوماسية السنغالية المخضرم ، إن الاجتماع  بعيد كل البعد عن ما يجب أن يُسمى “قمة أفريقيا-الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن اللقاء محصور في خمس دول أطلسية، ما يجعله اجتماعًا انتقائيًا يخدم منطقًا جيوسياسيًا محدودًا، أكثر من كونه مبادرة للحوار مع قارة تعج بالتنوع والتحديات والفرص، بالنسبة لغاديو، فإن اقتصار الدعوة على خمسة دول فقط، يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافع المنظمين ومآلات الحوار.

الأخطر من ذلك – حسب الدبلوماسي السنغالي-  هو الشكل الذي ستتم به القمة، حيث يُنتظر أن يستقبل الرئيس ترامب كل قائد أفريقي على انفراد، في مشهد وصفه غاديو بـ”لقاء المعلم مع التلميذ”، مع ما يحمله ذلك من دلالات استعلائية تقوّض مبدأ الندية بين الشركاء وتعرض قادة القارة لمواقف مُحرجة تُضعف قدرتهم على التعبير عن مواقف جماعية متماسكة. بل يذهب الوزير السابق إلى أبعد من ذلك حين يرى في هذا النمط “تقويضًا ممنهجًا للكرامة الدبلوماسية الأفريقية”، وتحريضا غير مباشر على الانقسام.

يعتبر غاديو أن دخول  أفريقيا إلى الساحات الدولية بشكل مشتت، هو نوع من الانتحار السياسي، مكيفات  أن ما يُنتظر من القادة الأفارقة ليس مجرد الحضور، بل التحضير المشترك، والتشاور المسبق، وبلورة موقف جماعي متماسك، يحدد سقف المطالب ويُرسخ شروطًا واضحة لأي حوار مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، خاصة إذا كانت بقيادة شخصية وُصفت بأنها متقلبة وسلوكها يغلب عليه الطابع البراغماتي.

محللون سنغاليون اعتبروا تحذير غاديو دعوة لليقظة الدبلوماسية أكثر من كونه مجرد انتقاد عابر. فالرسالة التي يبعث بها من خلال هذا الموقف، تتجاوز القمة ذاتها لتُذكر الأفارقة بأن المعركة الحقيقية تبدأ من الداخل، من القدرة على فرض الاحترام والتعامل من موقع الشريك لا التابع.