رئيس الجمهورية غزواني ظهر قويا أمام اترامب .. رغم مؤشر الإزدراء

أربعاء, 09/07/2025 - 19:57

كما كان متوقعا، ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في قمة البيت الأبيض المصغرة التي دعا إليها خمسة رؤساء أفارقة، بوجهه الحقيقي في التعامل مع إفريقيا: قارة غنية بالموارد… فقيرة في نظره إلى قادتها.

أسقط ترامب قناع المجاملة الدبلوماسية، منذ اللحظة الأولى ،وقال بصراحة:

 “لنختصر، وقتنا محدود. لو اكتفيتم بذكر أسمائكم وبلدانكم، فسيكون ذلك رائعًا!”.

هكذا، وبكل استخفاف، خاطب قادة دول ذات سيادة، كأنهم موظفون في ندوة عابرة، لا رؤساء جمهوريات يمثلون شعوبًا لها وزنها وتاريخها.

لم تؤثر تلك الأجواء المشحونة على خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ، الذى جاء متوازنًا، واثقًا، دون أن يغفل كرامة دولته.

 قدم الرئيس ولد الشيخ الغزواني بلده موريتانيا كما هي:

“دولة صغيرة بعدد سكانها – خمسة ملايين نسمة أو يزيد قليلاً – لكنها كبيرة بما تملكه من ثروات استراتيجية: منغنيز، يورانيوم، معادن نادرة، ومؤشرات على وجود الليثيوم.”

وأردف أن موقع بلاده الجغرافي يجعل منها نقطة التقاء بين العالم العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، ومفتاحًا للتعاون عبر الأطلسي. ثم شكر ترامب على “دوره في خدمة السلام العالمي”، في تعبير دبلوماسي متزن، رغم إشارات التهميش المتكررة.

لكن هذه الرسائل النبيلة اصطدمت بجدار الصلف الأميركي، حيث اختصر ترامب القارة في ثلاث كلمات:

“أراض ثمينة، معادن عظيمة، احتياطيات نفطية كبيرة”.

أما الشعوب؟ أما القادة؟ فلا ذكر لهم إلا كتحصيل حاصل.

في الخلفية، يدرك الجميع أن هذه القمة ليست من أجل إفريقيا، بل من أجل سباق النفوذ مع الصين وروسيا، وأن الحديث عن “الاستثمار” ليس إلا محاولة التفاف على واقع انسحاب واشنطن من دعم التنمية، بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية وخفض المساعدات.

وهكذا، وجدت موريتانيا – ومعها السنغال والجابون وليبيريا وغينيا بيساو – نفسها مدعوة إلى مائدة لم يُرد لها ترامب أن تكون منصة حوار، بل صورة دعائية لصفقة من طرف واحد: أميركا تأخذ… وإفريقيا تشكر