
.في قلب غزة، حيث ريبة أشباح الخراب فوق الركام، لم يعد الجوع مجرد مجاعة فحسب، أو أزمة عابرة، أو محنة طارئة، بل تحول إلى سياسة إبادة جماعية بطيئة تُمارس بدم بارد ووحشية متناهية على يد الكيان الصهيوني، وجيران السوء.
إنها حرب من نوع مختلف تُخاض داخل الأمعاء الخاوية وتستهدف الضعفاء دون ضجيج، لا يُسمع صوتها في نشرات الأخبار كما القصف، لكنها تفتك بلا توقف.
الجوع هنا ليس عارضًا، بل أداة قتل متعمدة تستنزف الأرواح بصمت وتدمر الطفولة قبل أن تنمو، وتحول الأجسام المفعمة بالحياة إلى هياكل عظمية نخرها الفراغ والجوع والخوف، وتلحقها بتراب الأرض بعد أن تصعد الروح إلى خالقها شاكية أمة المليارين إنسانًا بدولهم وجيوشهم وأسلحتهم.
في شوارع غزة وتحت الخراب وفوق الركام، تزدحم الطوابير حول شاحنات الإغاثة القليلة، وجوه شاحبة تنتظر رغيف خبز أو كرتونة طعام، لكنها كثيرًا ما تعود بأجساد مُثخنة برصاص القناصة، ففي إحدى المجازر التي وقعت مؤخرًا في شمال القطاع، فتحت قوات العدو النار على حشود جائعة هرعت نحو مساعدات غذائية، فسقط العشرات بين شهيد وجريح، لم يكن فيهم من يحمل سلاحًا، كانوا فقط يبحثون عن طعام يسد الرمق وعن فرصة حياة مؤجلة.
في كل زاوية من غزة قصة مأساة تُروى بالدموع، والدم، محمد ياسين مات جوعًا لا بصاروخ، عجزت معدته الصغيرة عن الصمود بعد أيام من الجوع وفقدانه القدرة على الحركة. رحل على سرير بلا غطاء، وأمه بجانبه عاجزة إلا عن البكاء. وفي النصيرات، خرج أحمد شعت بحثًا عن طعام لعائلته فلم يعد. عاد شهيدًا محمولًا على أكتاف الجيران بعد إصابته برصاصة مباشرة وهو يهمّ بعبور الطريق نحو نقطة توزيع غذاء. وفي خان يونس، تلقى يزن المسلة رصاصة قاتلة في بطنه أثناء انتظاره في طابور المساعدات. الجوع أضعف جسده فلم يقوَ على احتمال الإصابة، فمات بين أيدي الأطباء رغم محاولات إنقاذه، ومات أطفاله وزوجته جوعًا وقهرًا وظلمًا وهم في انتظار من لم يعد بعد.
نساء غزة يواجهن حربًا مزدوجة: جوعٌ يكسر الأمومة ويطفئ الحليب في صدورهن، غادة الكفرنة تحضن أطفالها العشرة وتقول إنهم ينامون على وجع، أحيانًا لعدة أيام دون أن يتناولوا وجبة كاملة، والماء المالح هو الحساء الوحيد المتاح. أما إسلام أبو تعايمة، فوصفت حالتها قائلة: نحن الأموات الأحياء. أطفالنا يبكون جوعًا ولا نجد سوى النظر في عيونهم والاختناق بالعجز.
صرخات تُمزق الصمت.. أين الضمائر؟
هنا طفل يموت جوعاً في ذراع والده الباكي بدموع غزيرة وصوت صارخ وقلب مكسور وعبارات تذيب الجبال، وتذرف الدموع ويلين منها الحديد.
وهنا طفل، قبل أن يستشهد جوعًا وهو عائد إلى إخوانه الصغار بصحنه الفارغ، يتساءل بمرارة: “أين الجيوش؟ أين الزعماء؟ أين العرب؟ أين المسلمون؟ لماذا لم يدخلوا لنا طعامًا وماءً ودواءً؟ أم زين لهم الشيطان أعمالهم ليعبدوا ترامب ومجرم الحرب نتنياهو من دون الله، فيخشونهم أكثر من خشيتهم لله، فيشاركونهم حصارنا ويمدونهم بالمال والسلاح لإبادتنا وتهجيرنا، وتقديمنا قرابين لمعبدهم في البيت الأسود؟”
وهناك كبير سن، بلحيته البيضاء وجسده العظمي المتهالك الذي يكاد يشف عن روحه، يسأل بعينين دامعتين: “أين هم العلماء؟ أين أصحاب أحاديث تعذيب الهرة؟ أين أهلنا في الأردن ومصر ولبنان وسوريا، الذين لا يبعدنا عنهم سوى بعض الجدران والحواجز الحديدية والترابية؟ لماذا فقدوا إنسانيتهم ودينهم وغيرتهم وعروبتهم؟ أم أن قادتهم ورؤساءهم أرباب من دون الله، فلا يخالفونهم، ويخشون عذابهم أشد من خشيتهم من عذاب الله لهم في نار جهنم يوم الحساب؟”
على قارعة طريق الدمار، شاب يتنفس شهيقًا وزفيرًا بعد أن نجا بأعجوبة من قصف مدفعية العدو وهو بالقرب من أحد مراكز التوزيع. يقول بأسى: “الحمد لله، نقول للعرب والمسلمين: لا يزال لدينا الأكسجين الذي لم يتمنع الله أحدًا عليه، فجعله في الهواء مباشرًا. لا نزال نتنفس، ولا يستطيعون مساندة العدو الصهيوني في منع الأكسجين، وإن لم يستطيعوا على ذلك لفعلوا وما ترددوا عنه!”
أكاديمي غزاوي، الدكتور فيصل الجابر، لم يعد يحمل حقيبة الأقلام والمذكرات، بوجهه البشوش، بل كيس طحين ملطخ بالدم، ووجه شاحب وعينان غائرتان. تنهار قواه بعد عشرات الخطوات، وهو يلهث حاملاً الأمل لأسرته بعد أن أسعفته الأجساد من حوله أمام رصاص الغزاة الأمريكان والصهاينة وهو في نقطة الاستلام. يقول بصوت لا يكاد يسمع: “أين هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ أين تبخرت كل المنظمات الإنسانية والقوانين الدولية؟ كيف تخلى عنا العالم بهذه السهولة؟ من سيحاسب المجرمين؟ ماذا بقي للإنسانية والمستضعفين؟ سنقول للبشرية وكل الشعوب: لا تثقوا بالمجتمع الدولي، بل ثقوا بربكم وبسلاحكم.”
موت الرضع ووحشية المساعدات:
بينما الرضع يموتون بصمت قاسٍ، بلا حليب ولا غذاء، أمجد لم يكمل عامه الأول، تراجع وزنه حتى بات هيكلًا عظميًا، وأمه لم تعد تنتج الحليب بسبب الإرهاق والجوع الشديدين، وفي مستشفى دير البلح، لفظ يحيى أنفاسه الأخيرة في حضن والدته، التي لم تستطع أن تنقذه من الموت البطيء، رغم توسلاتها الممزوجة باليأس للطواقم الطبية.
الآلية الحالية لتوزيع المساعدات في غزة تحوّلت إلى فخاخ قاتلة، يُطلب من السكان الاقتراب من مناطق هي مقابرهم الأخيرة للحصول على الغذاء، حيث تنتظرهم القناصة والدبابات.
لقد دفعت الكثير من العائلات ثمن ذلك بالدم، حيث يجري توزيع المساعدات تحت النار، وتحت تهديد مباشر، فيما الجهات الدولية لا تزال تبارك هذه الأنظمة الفوضوية، بل وبعضها يشارك فيها، في تواطؤ لا يغتفر مع الإبادة الجماعية.
ما يحدث في غزة لا يمكن تسميته بالمجاعة فقط، بل إنه أسلوب منظم للإبادة الجماعية، يعتمد على خنق السكان بالحصار المطبق وحرمانهم من الطعام والدواء، ليموتوا ببطء بعيدًا عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي، في الطرقات والمستشفيات، في جحور الركام والخيام، وفي الأرحام أجنة، وعلى صدور أمهاتهم وهن يحاولن تقديم نقاط من الحليب لفلذات أكبادهن الرضع لكن لم تقدر أجساد الأمهات الجائعات على إنتاجه بعد.
هذه السياسة تسعى لكسر إرادة الناس عبر إنهاكهم جسديًا ونفسيًا، ودفعهم نحو الاستسلام المذل أو التهجير القسري أو الموت المحتوم.
نداء خافت كفى صمتًا!
هذا نداء يصرخ من تحت الرماد، ومن بين الأكفان والجثث المنتشرة دون حصر ومن قلب الجوع الذي ينهش الأجساد، من أرض تئن بصمت تحت وطأة الجوع والحصار.
نطالب بفتح الممرات الإنسانية فورًا وبلا قيد أو شرط، ونطالب بفك الحصار الظالم، وإيقاف المجازر التي تُرتكب تحت غطاء المساعدات الواهمة.
لم يعد في غزة وقتٌ للانتظار، ولم تعد كلمات التضامن الجوفاء تكفي. الناس لا يحتاجون إلى بيانات شجب خالية من الفعل، بل إلى طعام ودواء وأمان، وإلى حقهم المقدس في الحياة.
الجوع لا يحتاج إلى صوت كي يُسمع، بل إلى ضمير حي كي يتحرك. وفي غزة، كل أم تحصي أبناءها كل مساء، لا بأسمائهم، بل بعدد من بقي منهم حيًّا، ومن دفنته وهي تنظر في عينيه جائعًا لا يجد شيئًا سوى الهواء.
نقلاً عن موقع المسيرة نت
صرخات الأحشاء الخاوية.. غزة تموت جوعًا والعالم يتفرج
On يوليو 21, 2025
الصمود||تقرير||صادق البهكلي
في قلب غزة، حيث ريبة أشباح الخراب فوق الركام، لم يعد الجوع مجرد مجاعة فحسب، أو أزمة عابرة، أو محنة طارئة، بل تحول إلى سياسة إبادة جماعية بطيئة تُمارس بدم بارد ووحشية متناهية على يد الكيان الصهيوني، وجيران السوء.
إنها حرب من نوع مختلف تُخاض داخل الأمعاء الخاوية وتستهدف الضعفاء دون ضجيج، لا يُسمع صوتها في نشرات الأخبار كما القصف، لكنها تفتك بلا توقف.
الجوع هنا ليس عارضًا، بل أداة قتل متعمدة تستنزف الأرواح بصمت وتدمر الطفولة قبل أن تنمو، وتحول الأجسام المفعمة بالحياة إلى هياكل عظمية نخرها الفراغ والجوع والخوف، وتلحقها بتراب الأرض بعد أن تصعد الروح إلى خالقها شاكية أمة المليارين إنسانًا بدولهم وجيوشهم وأسلحتهم.
في شوارع غزة وتحت الخراب وفوق الركام، تزدحم الطوابير حول شاحنات الإغاثة القليلة، وجوه شاحبة تنتظر رغيف خبز أو كرتونة طعام، لكنها كثيرًا ما تعود بأجساد مُثخنة برصاص القناصة، ففي إحدى المجازر التي وقعت مؤخرًا في شمال القطاع، فتحت قوات العدو النار على حشود جائعة هرعت نحو مساعدات غذائية، فسقط العشرات بين شهيد وجريح، لم يكن فيهم من يحمل سلاحًا، كانوا فقط يبحثون عن طعام يسد الرمق وعن فرصة حياة مؤجلة.
في كل زاوية من غزة قصة مأساة تُروى بالدموع، والدم، محمد ياسين مات جوعًا لا بصاروخ، عجزت معدته الصغيرة عن الصمود بعد أيام من الجوع وفقدانه القدرة على الحركة. رحل على سرير بلا غطاء، وأمه بجانبه عاجزة إلا عن البكاء. وفي النصيرات، خرج أحمد شعت بحثًا عن طعام لعائلته فلم يعد. عاد شهيدًا محمولًا على أكتاف الجيران بعد إصابته برصاصة مباشرة وهو يهمّ بعبور الطريق نحو نقطة توزيع غذاء. وفي خان يونس، تلقى يزن المسلة رصاصة قاتلة في بطنه أثناء انتظاره في طابور المساعدات. الجوع أضعف جسده فلم يقوَ على احتمال الإصابة، فمات بين أيدي الأطباء رغم محاولات إنقاذه، ومات أطفاله وزوجته جوعًا وقهرًا وظلمًا وهم في انتظار من لم يعد بعد.
نساء غزة يواجهن حربًا مزدوجة: جوعٌ يكسر الأمومة ويطفئ الحليب في صدورهن، غادة الكفرنة تحضن أطفالها العشرة وتقول إنهم ينامون على وجع، أحيانًا لعدة أيام دون أن يتناولوا وجبة كاملة، والماء المالح هو الحساء الوحيد المتاح. أما إسلام أبو تعايمة، فوصفت حالتها قائلة: نحن الأموات الأحياء. أطفالنا يبكون جوعًا ولا نجد سوى النظر في عيونهم والاختناق بالعجز.
صرخات تُمزق الصمت.. أين الضمائر؟
هنا طفل يموت جوعاً في ذراع والده الباكي بدموع غزيرة وصوت صارخ وقلب مكسور وعبارات تذيب الجبال، وتذرف الدموع ويلين منها الحديد.
وهنا طفل، قبل أن يستشهد جوعًا وهو عائد إلى إخوانه الصغار بصحنه الفارغ، يتساءل بمرارة: “أين الجيوش؟ أين الزعماء؟ أين العرب؟ أين المسلمون؟ لماذا لم يدخلوا لنا طعامًا وماءً ودواءً؟ أم زين لهم الشيطان أعمالهم ليعبدوا ترامب ومجرم الحرب نتنياهو من دون الله، فيخشونهم أكثر من خشيتهم لله، فيشاركونهم حصارنا ويمدونهم بالمال والسلاح لإبادتنا وتهجيرنا، وتقديمنا قرابين لمعبدهم في البيت الأسود؟”
وهناك كبير سن، بلحيته البيضاء وجسده العظمي المتهالك الذي يكاد يشف عن روحه، يسأل بعينين دامعتين: “أين هم العلماء؟ أين أصحاب أحاديث تعذيب الهرة؟ أين أهلنا في الأردن ومصر ولبنان وسوريا، الذين لا يبعدنا عنهم سوى بعض الجدران والحواجز الحديدية والترابية؟ لماذا فقدوا إنسانيتهم ودينهم وغيرتهم وعروبتهم؟ أم أن قادتهم ورؤساءهم أرباب من دون الله، فلا يخالفونهم، ويخشون عذابهم أشد من خشيتهم من عذاب الله لهم في نار جهنم يوم الحساب؟”
على قارعة طريق الدمار، شاب يتنفس شهيقًا وزفيرًا بعد أن نجا بأعجوبة من قصف مدفعية العدو وهو بالقرب من أحد مراكز التوزيع. يقول بأسى: “الحمد لله، نقول للعرب والمسلمين: لا يزال لدينا الأكسجين الذي لم يتمنع الله أحدًا عليه، فجعله في الهواء مباشرًا. لا نزال نتنفس، ولا يستطيعون مساندة العدو الصهيوني في منع الأكسجين، وإن لم يستطيعوا على ذلك لفعلوا وما ترددوا عنه!”
أكاديمي غزاوي، الدكتور فيصل الجابر، لم يعد يحمل حقيبة الأقلام والمذكرات، بوجهه البشوش، بل كيس طحين ملطخ بالدم، ووجه شاحب وعينان غائرتان. تنهار قواه بعد عشرات الخطوات، وهو يلهث حاملاً الأمل لأسرته بعد أن أسعفته الأجساد من حوله أمام رصاص الغزاة الأمريكان والصهاينة وهو في نقطة الاستلام. يقول بصوت لا يكاد يسمع: “أين هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ أين تبخرت كل المنظمات الإنسانية والقوانين الدولية؟ كيف تخلى عنا العالم بهذه السهولة؟ من سيحاسب المجرمين؟ ماذا بقي للإنسانية والمستضعفين؟ سنقول للبشرية وكل الشعوب: لا تثقوا بالمجتمع الدولي، بل ثقوا بربكم وبسلاحكم.”
موت الرضع ووحشية المساعدات:
بينما الرضع يموتون بصمت قاسٍ، بلا حليب ولا غذاء، أمجد لم يكمل عامه الأول، تراجع وزنه حتى بات هيكلًا عظميًا، وأمه لم تعد تنتج الحليب بسبب الإرهاق والجوع الشديدين، وفي مستشفى دير البلح، لفظ يحيى أنفاسه الأخيرة في حضن والدته، التي لم تستطع أن تنقذه من الموت البطيء، رغم توسلاتها الممزوجة باليأس للطواقم الطبية.
الآلية الحالية لتوزيع المساعدات في غزة تحوّلت إلى فخاخ قاتلة، يُطلب من السكان الاقتراب من مناطق هي مقابرهم الأخيرة للحصول على الغذاء، حيث تنتظرهم القناصة والدبابات.
لقد دفعت الكثير من العائلات ثمن ذلك بالدم، حيث يجري توزيع المساعدات تحت النار، وتحت تهديد مباشر، فيما الجهات الدولية لا تزال تبارك هذه الأنظمة الفوضوية، بل وبعضها يشارك فيها، في تواطؤ لا يغتفر مع الإبادة الجماعية.
ما يحدث في غزة لا يمكن تسميته بالمجاعة فقط، بل إنه أسلوب منظم للإبادة الجماعية، يعتمد على خنق السكان بالحصار المطبق وحرمانهم من الطعام والدواء، ليموتوا ببطء بعيدًا عن أعين الإعلام والمجتمع الدولي، في الطرقات والمستشفيات، في جحور الركام والخيام، وفي الأرحام أجنة، وعلى صدور أمهاتهم وهن يحاولن تقديم نقاط من الحليب لفلذات أكبادهن الرضع لكن لم تقدر أجساد الأمهات الجائعات على إنتاجه بعد.
هذه السياسة تسعى لكسر إرادة الناس عبر إنهاكهم جسديًا ونفسيًا، ودفعهم نحو الاستسلام المذل أو التهجير القسري أو الموت المحتوم.
نداء خافت كفى صمتًا!
هذا نداء يصرخ من تحت الرماد، ومن بين الأكفان والجثث المنتشرة دون حصر ومن قلب الجوع الذي ينهش الأجساد، من أرض تئن بصمت تحت وطأة الجوع والحصار.
نطالب بفتح الممرات الإنسانية فورًا وبلا قيد أو شرط، ونطالب بفك الحصار الظالم، وإيقاف المجازر التي تُرتكب تحت غطاء المساعدات الواهمة.
لم يعد في غزة وقتٌ للانتظار، ولم تعد كلمات التضامن الجوفاء تكفي. الناس لا يحتاجون إلى بيانات شجب خالية من الفعل، بل إلى طعام ودواء وأمان، وإلى حقهم المقدس في الحياة.
الجوع لا يحتاج إلى صوت كي يُسمع، بل إلى ضمير حي كي يتحرك. وفي غزة، كل أم تحصي أبناءها كل مساء، لا بأسمائهم، بل بعدد من بقي منهم حيًّا، ومن دفنته وهي تنظر في عينيه جائعًا لا يجد شيئًا سوى الهواء.
الصمود||تقرير