
من المسلم به أن معاول الهدم لا تبني وأن المعاول التي تهدم لاتصلح للبناء.أن تكون معولاً للبناء يعني أن تزرع الخير، وتبث الأمل، وتسهم في إصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى وإن كان بسيطاً.. أن تُشجع لا أن تُثبط، أن تمد يد العون لا أن تنسحب في الأزمات، أن تنصح بلطف لا أن تفضح بعنف.. أن تؤمن أن التغيير يبدأ من ذاتك، وأن كلمة طيبة قد تُحيي نفساً، وفعلاً صغيراً قد يُحدث فرقاً.
وعلى النقيض، فإن معول الهدم لا يرى في الأشياء إلا اعوجاجها وعيوبها، ولا يسعى لحلّ مشكلة، بل يكتفي بالنقد الهدّام، ويغذي روح اليأس والعنصرية والكراهية في مجتمعه ، كم من فكرة خلاقة ومفيدة أُجهضت بسبب صوتٍ سلبي، وكم من حلمٍ تلاشى عند صاحبه بسبب كلمة لن يحسب لها صاحبها حساب.كمافعل بيرام اعبيد مؤخراي بروكسل
الفرق بين البناء والهدم، ليس في الأدوات فحسب، بل في النيّة والموقف، فالمعول ذاته قد يُستخدم لبناء بيت يؤوي، أو لهدم بيت يشتّت، لذا، علينا أن نكون ممن يبنون لا ممن يهدمون، ممن يُضيئون لا يُطفئون، ممن يُحيون لا يُميتون.
يُحكى أن السلطان سليمان القانوني أمر بهدم إحدى السرايات القديمة، فطلب أن يؤتى له بمهندس (معمار) مشهود له بالعلم والكفاءة لغرض الهدم وإنشاء سرايا جديدة على أنقاض القديمة، فجيء له بمهندس من أصل أرمني يُدعى سنان. بعد الإنتهاء من المهمة وتشييد البناء الجديد إستدعاه السلطان وسأله "عندما كنت تهدم البناء القديم كنت تستخدم عمالاً إستبدلتهم بعمال آخرين عند البناء فلماذا فعلت ذلك؟" أجابه المعمار سنان "ناس للتدمير وناس للتعمير، ومن يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير." أعجب السلطان القانوني بهذه الحكمة وعيّنه مستشاراً له.
سَردية لا تقبل الجدال أو التأويل تؤكد أن جميع الأنظمة الفاشلة على إختلاف مسمياتها وتلوّن اجناسها وتعدد أيديولوجيات فشلها وإفشالها في الحياة السياسية، فهي مستحيلة وغير مستعدة لأي إصلاح كما أنها غير مستعدة لإنقاذ شعوبها أو إيصالهم إلى برالأمان والسبب الانانية السياسية التي تسيطر علي بيرام اعبيد..
ربما يكون تفسير نفسية بيرام وخطاباته هو حب السلطة الإستبدادية التي يريد الإنقضاض علىها.بمساعدة معاول العدم وهي الموساد الاسرائلي وربيبته افلام.
وبنرجسية وأنانية لا يحملها إلا من هم تحت مظلة اجهزة المخابرات الاجنبية التي تتخذهم وسيلة لزع الفتنة بين ابناء البلد الواحد.
وفشل وإفشال الدولة وخلق ثُلّة من الخونة تحميهم منظومة سياسية لا تقل فساداً عنهم في تخادم منفعي يحطم كل السلوكيات وأخلاق السياسة..
والمفارقة حين وجدوا من يُربّت على أكتافهم ويرفع لهم القبعات عرفاناً بخيانهم وفسادهم
السيد بيرام رموزالهدم لا يمكن أن يتغيروا أو تتبدل معاولهم المخصصة للهدم أصلاً حيث كلما طال زمن الهدم أزداد حجم الإنهيار.
بالمحصلة من يهدم لا يصلح للبناء فرضية لا تحتاج إلى براهين وإثبات دولة الفشل بإمتياز هو العنوان الذي يمكن توصيفه لما يحدث في موريتانيا عندما تقودها انت وعصابة افلام ومتزقة إيرا.
، ففلسفة مهندس السلطان "من يكون مستعداً للتدمير لا يصلح للتعمير" وتلك هي الحقيقة التي لا يرغب غرور وعنجهية بيرام اعبيد أن يفهمها أو على الأقل يتقرب منها