
لعل أحد الشاطرين من قليلي الموهبة، في زمان عتيق، لم يعتمد تماما على ضحكات الجمهور، بل استأجر عدة أشخاص، ودسهم بين المستمعين، بقصد أن يضحكوا بعنف بعد كل نكتة يقولها، طبعا جماعته تبدأ بالضحك الهستيري، والهدف طبعا هو نقل عدوى الضحك الى الجمهور من أجل انجاح العرض قسرا.
هذا ما نجحت فيه حكومة المختار ولد انجاي ومهرجيها في وطن اصبح المواطن فيه .. أذل موجود وأبخس مفقود
انه لأمر مضحك ومبكٍ في آن، عندما نرى مسرحية بين فاسدين امتهنوا الفساد باحتراف، وتقاسموا مقدرات شعب ووطن على مدى حكومات تعاقبت وعاقبت ثروات والتهمت المليارات من لقمة عيش الموريتانيين من دون رحمة.
دراما مؤلمة دار حولها جدل واسع مؤخرا تحولت الي كشف مسلسل ( نهب و فساد) كتب سناريوهاته مهندس العشرية وأخرجه نظام الوعود وعرض علي منصات التواصل الاجتماعي واعلام الحواضر الذي يفتقد كل المهنية في كشف الحقائق ليتم اختزاله في ثلاثين شخصية ليس بينهم وزير حالي وطغت عبارة سابق الملحقة بجل الأسماء علي الائحة المنشورة.
مئات المليارات اختفت بقدرة قادر بين سنتين 2022/2023 مؤسسات محدودة شملتها حلقات مسلسل سيئ الإخراج وسيء التمثيل جعل البلاد تعيش انهيار في الثقة بين المواطن والنظام بأكمله.
وتضع النظام بين خيارين إما الانصياع لإرادة شعب لن يقبل بتراجع عن إسقاط حكومة المحنطين الذين اهلكوا العباد ودمروا البلاد .
لن يقبل الشعب الموريتاني اليوم اكباش فداء لحكومة باض فيها الفساد وفرخ وخالط العظم واللحم
كيف تختفي مئات المليارات في جزء بسيط لايمثل 10% من مؤسسات الدولة خلال سنتين ويتم اختزال الملف في أسماء 30 فرد جلهم ليسوا مسيرين
أيظن هؤلاء ان باستطاعتهم تلميع صورتهم السوداء من خلال تقاذف التهم فيما بينهم، لا يا وزيرنا .... لن ننسى عندما جلست على مآدم الفساد انت و ......، وقمتهم بالصفقات سوياً على طاولة الحكومة غير آبهين بأموال الشعب الموريتاني .
كيف لك ان تحارب الفساد، وكيف لفاسد ان يكافح الفاسدين،
تطالب وترفع الصوت وتملأ الشاشات بالصراخ أنك تريد محاربة الفساد ، وفجأة تختفي تلك الأصوات عندما تشتم رائحة السلطة دون محاربة، دون محاسبة وتلفلف الملفات،
كيف لك هذا وانت غارق في الصفقات مع .......، كيف لك هذا وانت وضعت ........ مشرفاً ومحيكاً لتقاسم الحصص والصفقات بينك وبين ........؟.
لا يا وزيرنا .....، المسرحية انتهت، ومهزلة طي الملفات لم تعد ممكنة فارادة الشعب اليوم اقوي من كل السيناريوهات
يا فخامةرئيس الجمهورية، عمليات محاربة الفساد، لا بد لها من “محاربين نظيفين ”، وشخصيات لا تشوبهم شائبة ولو صغيرة محاربة الفساد تتطلب حكومة نظيفة
إن أردت إصلاح أي منظومة، لا بد من أن تنتهي علاقتها بأية تجاوزات وفساد، ما يعني لا بد من إبعاد من تسببوا بهذا الفساد ومن شاركوا فيه، ومن استفادوا منه، وهنا لا تنخدع بمن يحاول أن يلعب دور “البطولة”، على أساس أنه من سيحارب الفساد، وهو في بالفساد ملطخ
فخامة رئيس الجمهورية
.تطهير المؤسسات من الفساد لم يعد مَطلبْ وحسب بل واجب ديني و شرعي قبل ان يكون واجب وطني ووظيفي وقانوني وحقوقي
واعلم أن الخيار اليوم لم يعد الي بين أن تبقي علي حكومة لم تعد لها مصداقية ترجي وشعب يغلي غضب أن اخترته سيقول لك
( الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)
واعلم انه كما يقال إذا أردت تنظيف الدرج فابدأ من الأعلى"...
بقلم شيخنا سيد محمد