
موريتانيا ليست فقيرة بطبعها بل هي منهوبة بشكل منظم فالفقرهنا هونتيجة هندسة اقتصادية دقيقة لصالح تركيزالثروة في ايدي نخب محلية منهجيتها ضمان تدفق ثروتها الي للخارج
حينما أتأمل حال بلدي، فعرف أن موريتانيا تتميز بعدد من الثروات الاقتصادية التي تجعل جميع مواطنيها اغنياء بمتياز ، بأتم معنى الكلمة. غير أن الواقع المفزع يقول إن موريتانيا ،فقيرة وشعبها فقير بدرجة لاتصدق لنكنه يملك ولا يعرف أنه يملك ثرة هائلة ، أو لا يستطيع أن يستغل ما يملك.
تقول الإحصاءات أننا لو لم نشتغل كشعب وانتظرنا فقط ما يأتينا من حقنا من الثروات الطبيعية المصدرة إلى الخارج لما وجد فقير واحد في موريتانيا .
هذا الكلام لا يعجب ولد اجاي لانه ساهم في تفقير الشعب . والقيادة الوطنية بل لا يمكنهم أن يفهموا المقصود منه. كمراقب واعلامي، أرفض أن توزع الثروة دون أن يبذل الانسان جهداً للحصول على حصته، ولكنني لا أرضى في الوقت ذاته أن يتم توزيع الثروة الوطنية بشكل غير عادل بين المواطنين،"مثل ارفود اهل لخلة زرمافيه شي وزر املان"
إذ إن نسبة الفقر في بلادنا تفاقمت بشكل رهيب العقد الاخير. وكان في ما لا يقل عن 2مليون من أفقر الناس في موريتانيا ، وتزايد عدد الفقراء في العقد الأول من ليصل إلى ما لا يقل عن 3.ملايين فقير، رغم تحسن الأوضاع الاقتصادية الكلية. أما على المستوى الجزئي فالمؤشرات لا تنبئ بالخير.رغم تحسن الاوضاع الاقتصادية للبلد
مازلنا نرى وفي كل يوم من يقتات من الأماكن المخصصة لتجميع النفايات، ونرى من يمتهن التسول، بل إن قرى بأجمعها في جميع ولايات الوطن ما تزال تعيش على ضوء القمر ليلاً، ولم تعرف شيئاً اسمه الكهرباء، ولا حتى مسكناً يتوافق مع ما يمكن أن نسميه مسكناً، بل يوجد أطفال لم يعرفوا شيئاً اسمه مدرسة.
هؤلاء مواطنون يعيشون على الهامش وكأنهم ليسوا من مواطني هذا البلد، وللأسف عندما تذكر حالهم محاولاً أن تقول "أنقذوا هؤلاء المساكين"، يجيبك أحدهم قائلاً: "أنت لا تعرف ما فعل هؤلاء عندما كنا في العشرية السوداء، إنه العقاب الجماعي الذي كنا نسمع به في عهد العشرية ".
وفي كل مرة أتساءل: لماذا بلدنا غني ونحن فقراء؟ وكأنني أسمع جواباً من داخلي يقول في كل مرة: إنه الفساد الذي ينخر جسد البلاد...



