
.سمعت مقابلة لاحدهم يتحدث فيها بنبرة استعلائية عما يصفه بمشكلة علاقة الحوض الشرقي بالدولة التي يتحدث باسمها في نواكشوط واضعا مقاربات تنموية وامنية لهذه الولاية من اجل المساهمة في دمجها في المشروع الوطني الجامع مشيرا في هذا الخطاب الملغوم الى ان ازمة الحوض عميقة وتتطلب حلول سريعة وجذرية بما فيها اعادة النظر في التخطيط الجغرافي ممررا سردية تبشيرية بقوله ان الحوض التحق بالوطن الام عام 1945 قبلها كانت الولاية تتبع للسودان الغربي في اشارة للمراكز الادارية والامنية التي وضعها المستعمر الغربي في جمهورية مالي لتنظيم الجيوب الاي يحتلها مندول غرب افريقيا هذا المستعمر الذي يبدو ان صاحبنا نسي انه طرد من البلاد شر طردة واننا حاليا نستعد للاحتفال بذكرى الثامن والعشرين من نوفمبر ..
هذا الرجل يتجاهل ان البلاد كانت وحدة جغرافية وثقافية ومجتمعية واحدة قبل الغزو الاستعماري الغربي المشؤوم لبلدنا.
وهناك ما يؤكد ذلك من تمازج مجتمعي ومن تواصل وترابط بين كل اطراف البلد بعضها ببعض
ويشير ايضا الى ان اهالي الحوض يختلفون عن ابناء اترارزة الذين ينفقون عطلهم الى جانب ذويهم ويزورون مقابرهم كل اسبوع بعكس اهل الحوض الذين يتطلب الوصول الى منطقتهم 15 ساعة على الاقل في الحافلة وساعة واحدة في الطائرة ولعل هذا النأي يكفي لالحاقهم بجمهوربة مالي كما يحلوا له..
الملاحظ في هذا الصدد ان النزعة الجهوية مرض مزمن يعيش مع البعض ويجري في عروقه مجرى الدم اضافة كذلك هناك من يحلوا له ان يتحدث بوصاية وترديد مرويات اعوان المستعمر القديم كما لو انها مسلمات لاتقبل الجدل..
اما الملاحظة الاخيرة فهي خطورة هذه الاطلالات وهذه المعلومات التي يقدمها صاحبها مجانا ومن دون ان تكون هناك حاجة لها اصلا اللهم الا ذا كانت ضمن مشروع غربي يريد تهيئة الراي العام لضرب وحدة البلد وخلق ارضية فكرية او تاريخية يتم تسويقها واذاعتها على انها حقائق تقدم للدهماء واتصاف المثقفين والانتهازيين لضرب استقرار البلد وخلق بذور ازمات في حروب المستقبل التي تعد لها العدد وتعقد لها الورش من اجل تفتيت دول وتجزئتها الى كيانات ضعيفة ومتناحرة ولعل السيناريو السوداني خير شاهد على ذلك ..
محفوظ الجيلاني



