مجرد نقطة نظام !!* / سيدي علي بلعمش

خميس, 25/12/2025 - 09:53

زيارة بيرام ولد اعبيد التاريخية (بكسرها لكل قواعد التاريخ) لعين السلامة (بضواحي بوتيليمت) ، لم تكن حفاوتها كرما بدويا أصيلا و لا عملا عشوائيا بريئا و لا حفرا في تقاليد المجتمع الآريستوقراطي عالي التعالي : فبماذا يمكن أن نفسرها ، غير ما لا يمكن أن تعني غيره !؟

في مجتمع مسيس حتى النخاع مثل أهل عين السلامة ، يكون من المضحك المبكي أن نراهم اليوم يستبدلون أخطاء أحمد ولد داداه بجرائم بيرام ، كأن لهم ثأرا مع موريتانيا  لا تندمل جراحه !!

و قد تخلل تلك الزيارة اجتماع عالي السرية ، جعل بيرام خليفة لأحمد ولد داداه ، تضمن بندا سريا ، يتم بموجبه تحويل ما كان يوَّجه للأخير من مساعدات إلى ضيف عين السلامة الأهم عبر تاريخها المجيد و رئيس الجمهورية الثالثة الأبعد في تاريخ التوقعات الأغرب !!

من يعتقد أن بيرام يمكن بأي معجزة أن يصبح يوما ، مهما طال الزمن ، رئيسا لموريتانيا هو حتما إنسان ساذج ، يراهن على بطل من ورق : أين جيش موريتانيا ؟ أين أمنها ؟ أين رجالها ؟ أين عباقرتها ؟

*مالكم ، كيف تفكرون !!؟*

و على من يعتمدون سياسة إزعاج النظام بالطرق الملتوية (و ما أكثرهم اليوم)، لتمرير رسائل الابتزاز الموجهة ، أن يحذروا (على الأقل) ، السقوط في مستنقعات السياسة النتنة !!

لقد كنا ننتظر من أهل عين السلامة رسائل أذكى و أنبل و أكثر أصالة ، تُقدم المصلحة الوطنية على كل طموح و تُثري الساحة السياسية بما يُناسب ثقافة و وعي أهل المنطقة و تاريخهم الطويل في "بَلَتِّيگ" ، لا رسائل انتحارية تُذكرنا بأن الزمن تغير !!

بيرام مرتزق خائن ، يصنع جيلا من المجرمين ، المخربين ، المشحونين بثقافة الانتقام ، لم تنتبه الشرطة حتى الآن في تحقيقاتها مع من يمارسون عمليات السطو و الاغتصاب الموجه ، إلى علاقاتهم به (المباشرة أو التأثيرية) ، رغم أن بعضهم أصبح يُذكِّر بها ضحاياه ، إمعانا في الشماتة و الكراهية ؛ لا يمكن أن تظلَّ العلاقة به مُبرَّرَة بما يُضحِكُ الاعتراف به و يُخجِل نكرانه !!

من حق كل ولاية الترارزة أن تُحَوِّلَ ابن ولايتها "البار" (ولد اعبيد) ، إلى ولد داداه آخر ، لكن انتظارها من الأول ما عجز عنه الأخير يظل مدعاة حقيقية للسخرية و الشفقة !!!

غرائب هذا الزمن لم تعد تُفاجئنا و هذه أغربها و أغباها بكل تأكيد ؛ مع تمنياتنا بالسلامة لأهل عين السلامة