
تتجه الأنظار إلى ملعب "الأمانة العامة"، حيث يدير المدرب (الرئيس) مباراة معقدة بتشكيلة يطغى عليها "الحرس القديم". لاعبون مثل ولد مرزوك وحننه وبنت مكناس يمثلون صمامات أمان متهالكة اللياقة، يخشى المدرب استبدالهم لضمان عدم انهيار الخطوط الخلفية أمام ضغط الأزمات المتزايد.
في قلب الملعب، يقود العمليات الوزير الأول، "صانع الألعاب" الذي تخرج من أكاديمية "كابتن المهزوم القديم" المتوج بـ 15 بطاقة حمراء؛ يتقن المراوغة بالأرقام تحت مراقبة دقيقة من "حكام الفار" الشعبي، محاولاً تطبيق تكتيكات أستاذه الذي أُقصي بسجل حافل بالأخطاء الكارثية.
أما ما يحدث داخل "الديوان" (غرفة تبديل الملابس)، فهو قمة المهزلة؛ إذ تحولت هذه الغرفة إلى "أرشيف للمهزومين". وبسبب انعدام المواهب الحقيقية، يضطر اللاعبون لتبادل الأقمصة القديمة نفسها فيما بينهم؛ يدخل أحدهم بقميص وزارة ويخرج بقميص أخرى، في عملية تبادل أسماء وأرقام فقط، بينما تظل الوجوه هي ذاتها التي ألفها الجمهور في كل الإخفاقات السابقة.
وفي المقابل، تظهر "كتلة الشباب" (أو دبكة الشباب) على الدكة كلاعبين بلا تكوين أو لياقة سياسية، مجرد زينة لتجميل الصورة أمام الكاميرات؛ يفتقرون للخبرة الميدانية الحقيقية. وما زاد المشهد سخرية هو هذا "الاستبدال الواهي للقمصان" في الإدارات العامة؛ حيث يتم تغيير الملابس والمدراء دون تغيير في الأداء، ليجد الجمهور نفسه أمام "تغيير شكلي" لا يمس جوهر اللعبة.
أما سيدة التعليم الشابة، فتبدو كلاعب محترف يُجري عمليات الإحماء باستمرار خلف خط التماس؛ هي خيار "النفس الطويل" وورقة المناورة التكتيكية التي يدخرها المدرب لتسديد الضربة القاضية حين تنهار قوى فريقه المنهك، مما يحفظ بريقها بعيداً عن غبار العك الكروي داخل الميدان وحصينة ضد الفشل الجماعي.
وفي المقابل، يقف وزير الصحة (طبيب الفريق) حائراً أمام إصابات الحرس القديم المثخنة، عاجزاً عن تضميد جراح منظومة متهالكة في ملعب يفتقر لأبسط الإسعافات الأولية. بينما استُنزفت قوى المستشارين في دور "جامعي الكرات"؛ يركضون خلف كل قرار أرعن طاش بعيداً عن الميدان ليعيدوه بتبريرات واهية حتى تتقطع أنفاسهم.
وما زاد الطين بلة هو فوز البعض في "سباق الماراتون" السياسي فقط لأنهم يحظون برضا وزير الرياضة، الذي لا يكتفي بإعادة الكرات الطائشة، بل يعيدها ومعها "حقائب ثلاثة إضافية" من الوعود التي تثقل كاهل الفريق. وسط هذا الركود، تظل الوجوه ذاتها تدور في حلقة مفرغة، بينما يسود الصمت في المدرجات (الشعب) انتظاراً لصافرة النهاية في مباراة تفتقد للروح والنتيجة.



