
"في الجمهورية المعلقة، يقف الظل مثقلاً بـ المفاتيح الـ 15، بينما تظل أقفالها حبيسة قبضة "المصباح المخبوء". وما بين عتمة المصباح الخافت وزهو الظل، يبرز القنطرة كمهندسٍ بارد يراقب الأبواب بصمت المترقب. يحيط بالمشهد "الصوص الأربعون"، الذين يدورون في حلقة مفرغة من الاجترار، يتبادلون الجيوب والمناكب والكراسي كتروسٍ متآكلة، غافلين عن أنهم على بُعد حرفٍ واحد يسقط عن اسمهم ليكشف حقيقتهم.
وفي دهاليز المخدع، يحتضن "المصباح المخبوء" تلك الدجاجة المنتفخة التي تربض فوق بيضٍ لا يُحصى من الأموال التي باضت. وبينما يستنشق الحرف المسكوب خلسةً ما يتسرب من شقوقها، يبرز السنجاب فجأة لينبش القشور ويدوي بصرخته: "افتح يا سمسم". في تلك اللحظة، تتدفق الوديعة لتستقر في خزينة الدولة، بينما تنفجر البيوض المفقوصة لتنبعث منها رائحة منتنة تزكم الأنوف، وتتحول الخزنة الموصدة إلى شاه بندر يغرق فيه "الصوص" والظل و*"المصباح" الذي صار ظاهراً تحت الشمس* جميعاً في جريمة العفن وسواد ما اقترفت أيديهم."
بقلم: يحياوي محمد الامين ولد يحيى
البريد الإلكتروني: [email protected]



