يشعر الكثير من الشباب العاطل عن العمل بمرارة كبيرة وخيبة أمل من السياسات المتبعة من طرف الرئيس ونظامه المتعفن حيث بلغ سخط وغليان شباب في الفترة الأخيرة مستويات مخيفة باتت لا تُبشّر بالخير، على خلفية تنامي ظاهرة البطالة وأتساع هوتها في ظل فشل النظام والحكومة على وجه العموم طيلة عقود مضت في التعاطي مع مشكل البطالة الذي يعتبر قنبلة موقوتة في أي لحطة يمكن أن تنفجر وما يحدث الأن من من إضرابات عمالية عامل أساسي في انفجارها.
فقد عرفت معدلات احتجاجات وخاصة العمال والشباب العاطل إرتفاعا ملحوظا في نسقها خلال السنوات الأخيرة المئات من العاطلين عن العمل على مستوى مختلف الولايات إلى الخروج للشارع 4 مرات في الأسبوع تنديدا بـ "إنعدام" العمل وليس نقص مناصب الشغل، معتمدين في ذلك على مختلف السبل الكفيلة ولو بلفت الأنظار إليهم وشد انتباه المسؤولين بمختلف مستوياتهم إلى معاناتهم، فمن الإحتجاج بقطع الطرق، إلى الإضراب عن الطعام، وصولا إلى الانتحار وإضرام النيران في أجسادهم أو تقطيعها وإخاطة أفواههم، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي .. !، لا رئيس يتدخل، ولا والي يتابع، ولا وزراء يُنصفون، واقع حال وصفه ويصفه العاطلين بـ "الإستفزازي"، وأكدوا أنه بات يُهدد بانفجار شعبي مرتقب يقضي تماما على الهدوء والاستقرار الذي طالما تميز به البلد. في حال إستمر تهميش العمال وتجاهل التداعيات السلبية الكثيرة خاصة على العاطلين منهم.
تعاقبت الحكومات والوزراء المعنيون بشكل مباشر على ملف البطالة، وتعددت الوعود طيلة من طرف الرئيس عقود مضت، إلاّ أنّ الوضع لم يتغير بل زاد سوء بدليل أن نسبة البطالة قد تجاوزت بحلول السنة الجارية 63%، وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بعدد المشاريع الضخمة التي تحتضنها كل الولايات في مختلف القطاعات خاصة الطاقة، هذا الأخير كان له نصيب الأسد من إلأحتجاجات، الذين لم يتركوا مشروعا إلاّ و إحتجوا أمامها، مطالبين بمنحهم الأولوية في التوظيف كما أمرت الحكومة، ليقابلوا بعدها بتنظمينات واهية ووعود كاذبة سرعان ما يزول مفعولها ليعود هؤلاء الشباب مجددا إلى الإحتجاج..
ومما يزيد الطينة بلّة أو يصب الزيت على النار، هو التسيب والفساد الذي غرقت الوزارات المسؤولة عن التشغيل وخاصة وكالة بيت الله التي جعلها ملك لأسرته الخاصة يتصرف بها تصرف المالك في ملكه، رغم أنه لم يمنعه ذالك من أخذ رشى زهيدة في تنصيبه للوحدات في مقاطعة مقطع لحجار. إن تجرده من حس المسؤولية، والتلاعب بقوائم التوظيف التي يتم إعدادها بالتنسيق مع شركات أجنبية ووطنية يعتمد أساسا علي ما سيجنيه من هذه العملية دون مراعاة أي وازع أخلاقي او مسؤولية وظيفية. همه الوحيد المحسوبية والرشوة في توزيع مناصب الشغل خاصة منها المرموقة، التي غالبا ما تكون من نصيب شباب من أصحاب النفوذ أما الضعفاء باتوا يتحدثون عن التمييز والعنصرية في التعامل معهم.
وهذا هو واقع الحال إن دل على شيء فإنما يدل على فشل الرئيس والحكومة، في كبح جماح ظاهرة البطالة التي وصلت إلي مستويات مخيفة. خاصة بين أبناء الفقراء والمهمشين من أبناء هذا البلد وصل إلى مرحلة الصبر التي يعقبها منطقيا الإنفجار.
الياس مجمد