علق كثيرمن المراقبين المهتمين بالشأن السياسي الموريتاني علي اعتقال السلطات الموريتانية. شخصية حقوقية هامة وصحفيين مرموقين في الحقل الصحفي .هذا في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الموريتاني لبدء استحقاقات نيابية وبلدية ومجالس جهوية .تعتبر تحديا للسلطات الموريتانية التي يؤخذعليها عدم الشفافية والنزاهة في الأنتخابات من طرف اطياف واسعة من المعارضة.
وأصدرالمنتدي المعارض بيانا شديد اللهجة يتهم السلطات الموريتانية بـ"استهداف مرشحين للانتخابات المقبلة"
وأعلن كل من بيرام وولد الشيخ نيتهما المشاركة في الانتخابات المقبلة، التي قررت جميع أحزاب المعارضة المشاركة فيها، بعد أن كانت قد قاطعت الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
وربط المنتدى في بيانه بين هذه الاعتقالات والانتخابات، وقال في بيانه إن "ما تشهده الساحة من اعتقالات لا يبشر بإمكانية تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة تمكن الموريتانيين من التعبير عن إرادتهم بحرية"، مضيفا "نشاهد اليوم عمليات اعتقال وحرمان صارخ من الحقوق تطال مرشحين للانتخابات، من أجل منعهم من تثبيت ترشحهم ومن أجل ترهيب المرشحين والناخبين على حد السواء".
وأفاد المنتدى، الذي يتكون من عدد من الأحزاب الموريتانية المعارضة، بأن محمد ولد الشيخ "تم اختطافه منذ أزيد من أسبوع، وقد انقطع الاتصال به، وحتى اليوم لا يعرف ذووه ولا محاموه ولا أعضاء الحزب الذي يرشحه التهمة الموجهة له ولا الجريرة التي اعتقل بسببها".
وإلى جانب عمله في المجال السياسي، يعتبر بيرام ولد الداه، من أبرز الوجوه الحقوقية في موريتانيا، والتي تدافع عن حقوق الحراطين أو "الأرقاء السابقين" في البلاد.
وفي هذا السياق، يقول رئيس "الميثاق الوطني من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية و الاجتماعية للحراطين"، العيد ولد امبارك، إن "القيام باعتقالات في هذه الظرفية، واستهداف مشاركين أساسيين في العملية السياسية يخلق جوا مشحونا ولا يساهم في تهيئة الظروف لمشاركة الجميع بشكل متساوي في الانتخابات المقبلة".
ني علي جملة من الأعتقالات طالت معارض حقوقي وصحفيين .هذا في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الموريتاني لبدء الدخول في أستحقاقات نيابية وبلدية وجهوية تعتبر مفصلية في تاريخ الديمقراطية الموريتانية.
أثخبر ار اعتقال زعيم حركة "إيرا" المناهضة للعنصرية، بيرام ولد الداه، جدلا واسعا في موريتانيا، خصوصا وأن هذا الاعتقال يأتي قبل أقل من شهر من أول انتخابات تشريعية بعد دستور 2017.
اعتقال بيرام ولد الداه ليس الأول الذي يطال معارضين في موريتانيا، إذ سبق ذلك اعتقال رئيس حركة "نستطيع" محمد ولد الشيخ، ما جعل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ويضيف ولد امبارك بأن "هذه الاعتقالات تخلق جوا سلبيا يؤثر على العملية الانتخابية".
ويتابع المتحدث ذاته التأكيد على أن "الاعتقالات التي تستهدف السياسيين لن تسهم في جو الطمأنينة والثقة، بعد أن قررت جميع الأطياف السياسية المشاركة بشكل واسع في الانتخابات".
وطالب العيد ولد امبارك السلطات "بالعمل على خلق جو مناسب يخدم جميع الأطياف السياسية".
لا حصانة لسياسي!
في مقابل ذلك، فإن عضوة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، فاتو امعيبيس، فلا تربط بين هذه الاعتقالات بالسياسية والانتخابات التشريعية المقبلة.
وتقول امعيبيس، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إنها "واثقة في العدالة الموريتانية، ولا علاقة لقضية بيرام ولد الداه بالسياسة"، مضيفة أن "العدالة لا يمكن أن تنتظر حتى تنتهي الانتخابات".
وتشير في هذا السياق إلى أن "قضية بيرام مرتبطة بشكاية رفعها أحد المواطنين، بعد أن قام بتكليف عدد من الأشخاص بتهديد هذا الأخير"، على حد تعبيرها.
وتبعا لذلك، تقول امعيبيس إن "القضية مرتبطة بشكاية قدمها مواطن موريتاني ضد مواطن آخر ولا علاقة لها بالسياسة".
وانتقدت المتحدثة ذاتها أحزاب المعارضة، معتبرة بأنها "تريد الركوب على هذه القضايا من أجل تغطية إخفاقها".
هل تؤثر الاعتقالات على الانتخابات؟
وتعتبر فاتو امعيبيس بأن هذه الاعتقالات "لن يكون لها أي تأثير على العملية الانتخابية، لأنها عملية ديمقراطية والمعارضة حاليا تقوم بالتعبير عن مواقفها بكل حرية على عكس ما كان في التسعينيات حينما كان يزج بها في السجون".
ويقول المحلل السياسي الموريتاني ،إن بيرام ولد الداه "اعتقل عدة مرات وجهت له تهم بالردة والتظاهر غيرالمرخص، كما عرف بالتهجم على الصحفيين ونعتهم بالجاسوسية"، مضيفا أن "اعتقاله الثلاثاء كان على خلفية دعوى وجهها ضده أحد الصحافيين وتحدثت بعض المصادر على أنه اعتقل على خلفية تزويره لشهادة تبريز، وهي وثيقة يمنحها القضاء لكل شخص لم تسجل ضده سوابق عدلية".
ولم يصدر لحد الآن أي بيان رسمي بشأن خلفيات اعتقال بيرام ولد الداه.
ويعتبر حدي أن "اعتقال ولد الداه في هذه الظرفية لا يمكن تفسيره إلا أنه اعتقال مسيس خاصة وأنه سبقه اعتقال مرشح آخر قبل أسبوع وهو محمد ولد الشيخ"، مستدركا "ولا ننسى أيضا أن السناتور محمد ولد غدة الذي يحاكم اليوم يقبع في السجن هو الآخر منذ عدة أشهر دون أن تقدم له تهم واضحة مما يعني بداية مضايقة الخصوم السياسيين بشكل واضح ومكشوف".
وختم "هذه الاعتقالات لا شك ستؤثر على مصداقية الانتخابات في حال ما إذا استمر اعتقال المرشحين ومضايقتهم على النحو.. مخاوف المعارضة هي مخاوف مبررة وليست مجرد تهويل أو دعاية سياسية"
الأعلامي