يرى معظم الفقهاء من أهل العلم أن دعاء يوم عرفة ليس فيه شىء مخصوص، فإن للحاج أن يدعو بما تيسر، وقد روى عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير).
فإن يوم عرفة يوم عظيم، وهو أفضل أيام السنة عند قوم من أهل العلم، وقال آخرون: بل أفضلها يوم النحر، وكلا القولين له حظ من القوة، والمقصود أن يوم عرفة يوم عظيم، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنوا فيباهي بهم الملائكة سبحانه وتعالى).
فيوم عرفة يوم عظيم، وليس فى الدنيا يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة، فينبغى أن يكثر الشخص من الدعاء وأن يجتهد فى الدعاء ويكثر من لا إله إلا الله فإنها دعاء بالمعنى، وهذه الكلمة العظيمة ذكر لله -سبحانه وتعالى- وهى فى المعنى دعاء؛ لأن الذاكر إنما ذكر ليطلب الأجر ويطلب الفضل من الله -سبحانه وتعالى-، ولهذا روى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، فينبغى للمؤمن أن يكثر من الدعاء وسؤال الجنة والتعوذ بالله من النار، وسؤال العفو، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى، وسؤال القبول، قبول الحج، والمغفرة للذنوب والأوزار، ويكثر من الحمد لله، يثنى على الله، ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فإن هذا من أسباب الإجابة كونه يحمد الله ويثنى عليه ويصلى على النبى -صلى الله عليه وسلم-، هذا من أسباب الإجابة.
وقد ثبت عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: عجل هذا، ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلى على النبى -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعوا بما شاء، فدل ذلك على أن البداءة بالحمد والثناء والصلاة على النبى -عليه الصلاة والسلام- من أسباب الإجابة.