مأساة أخري تنضاف إلي الفلسطينين الهاربين من جحيم الإسرائلين ,وسجن غزة الذي يقبع فيه ملايين الفلسطينين الذين لاحول لهم ولاقوة .بعد مأساة اليهود ,جاأت مأساة من الإخوة الأشقاء الجزايريين حيث تواصل السلطات الجزائرية احتجازها لـ170 مواطناً فلسطينياً لليوم الخامس عشر على التوالي، في مركز للإيواء يقع في ولاية "تمنراست"، قدموا من قطاع غزة إلى جنوب الجزائر برا، عن طريق موريتانيا. وناشدت عائلات المحتجزين سفارة بلادهم في الجزائر بالتدخل لإنهاء معاناتهم، مؤكدين أنهم يقيمون في مركز للإيواء في ظروف مأساوية وصعبة. وكانت الشرطة الجزائرية أوقفت هؤلاء الفلسطينيين في إحدى نقاط التفتيش الأمنية، حيث كانوا في طريقهم إلى الجزائر العاصمة بعد دخولهم إلى البلاد بطريقة غير شرعية.
وبادرت السلطات الجزائرية قبل أسبوعين إلى عرض العائلات الفلسطينية على دائرة الهجرة غير الشرعية، في وقت يطالب فيه المحتجزون باللجوء. وأفادت تقارير أنه جرى أخذ بصمات الـ170 فلسطينياً والاطلاع على أوراقهم الشخصية، كما تم تقديمهم إلى العدالة حيث حكم عليهم بثلاثة أشهر سجنا مع وقف التنفيذ. وكشفت عائلات وأسر المحتجزين أنهم يعيشون في ظروف بالغة السوء في مركز الإيواء في ولاية تمنراست، خاصة بعد نفاذ نقودهم ومدخراتهم، كما أوضح نفس المصدر أنهم يعانون مشاكل تتعلق بسوء التغذية ومشاكل أخرى صحية.
وقال أحد هؤلاء المحتجزين في اتصال هاتفي من داخل مركز إيواء "بريكة" في ولاية "تمنراست" الجزائرية، "إن الشرطة الجزائرية تحتجزهم منذ 15 يوماً في مركز الإيواء في ظل ظروف معيشية سيئة للغاية". وأضاف المتحدث وهو من سكان قطاع غزة رفض الكشف عن اسمه، "أن 170 فلسطينيا من قطاع غزة دخلوا الحدود الجزائرية قادمين من موريتانيا بغرض الهجرة، وعندما تعذر وصولهم الى العاصمة الجزائرية بسبب الحواجز الأمنية، قرروا تسليم أنفسهم للشرطة". وتابع: أن "الشرطة عرضتهم على دائرة الهجرة غير الشرعية، وطلبنا لجوء في الجزائر، وقد أخذوا أوراقنا وبصماتنا وصورنا، وعرضونا على محكمة، وقد حكم القاضي علينا بالسجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ".
وأوضح أنه من المفترض إطلاق سراحهم وإعطاؤهم تصريح دخول للجزائر ومنحهم مهلة معينة لمغادرتها بعد تسوية أوضاعهم، لكن الشرطة لا تزال تحتجزهم في ظروف سيئة جدا، رغم قرار المحكمة القاضي بمنع تنفيذ الحبس لثلاثة أشهر. وأشار المتحدث الى أن عشرات النساء والأطفال محتجزين في ظروف بالغة السوء، حيث لا يتوفر طعام أو شراب، وقد نفذت أموالهم بعد مرور 15 يوما من الاحتجاز، لافتا الى أن السلطات الجزائرية لم تعطهم الماء منذ أمس.
ولفت الى أن 70 فلسطينياً يتواجدوان في مركز الإيواء، و100 ترفض دائرة الهجرة غير الشرعية استقبالهم، الأمر الذي اضطرهم للمبيت في الفنادق وفي الشوارع المحيطة، وذكر المتحدث أنهم قد تعرضوا لمعاناة كبيرة حيث سرق المهربون أموالهم وملابسهم وحقائبهم، واعتدوا على إحدى النساء وقاموا بتعريتها من أجل الحصول على أموالها. وأكد المتحدث، أنهم تواصلوا مع سفارة فلسطين في الجزائر وأرسلوا لهم كشفاً بأسماء المحتجزين، لكن السفارة ردت "ملناش علاقة فيكم"، مشيراً إلى أنه هاتف أحد الأشخاص بالسفارة وكان بجانب السفير وناشده من أجل التدخل، لكن السفير قال بصوت مرتفع "ملناش فيكم أنتم دخلتوا بطريقة غير شرعية".
وطالب أحد المحتجزين دولة فلسطين وسفارتها في الجزائر والفصائل الفلسطينية بالتدخل العاجل من أجل حل مشكلتهم، مؤكدين أنهم خرجوا من قطاع غزة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها القطاع وأملا في الحصول على أبسط حقوقهم الإنسانية في الخارج.