حوادث السير: اتهامات متبادلة بين المواطنين و ATTM (صور)

ثلاثاء, 18/12/2018 - 18:49

تشكل الحوادث المرورية خطرا كبيرا على حياة السكان في موريتانيا، وتسجل الطرق التي تربط المدن الداخلية والعاصمة نواكشوط بين اللحظة والأخرى حادثة سير مروعة، مما جعل الحوادث أكثر فتكاً بأرواح الموريتانيين من الأمراض الخبيثة.

 

وتداول الناشطون الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشكلة الحوادث بشكل كبير، منتقدين وبشدة ما أسموه تغاضي الدولة عن مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة الكارثية.

 

وارتفعت مطالب المدونين الموجهة للسلطات الموريتانية، بالعمل على الحد من حوادث السير، وذلك من خلال تحسين وضعية الطرق وتطبيق القانون.

وأثارت هذه الحوادث وخسائرها الكبيرة، غضب الرأي العام المحلي تجاه السلطات في البلاد.

 

وأظهر مقطع فيدويو قصير تداوله موقع "فيس بوك" الذي يعد أكثر مواقع  التواصل الاجتماعي روادا في موريتانيا، للفنان الكوميدي خونه ولد حمود فال، المشهور بلقب "كوص"،  وهو قرب حادث سير وقع على أحد الطرق الرئيسة في البلاد.

 

وظهر الفنان الكوميدي من خلال المقطع، وطلب من السلطات التدخل للحد من انتشار حوادث السير.

 

وانتقد الممثل الموريتاني المعروف ما قال إنه انشغال المسؤولين في أمورهم الخاصة، وتجاهل ما يتعرض له المواطنون على طرق البلاد.

 

أسباب الحوادث

 

وتعود نسب كبيرة من هذه الحوادث الى رداءة الطرق المنجزة عن طريق شركة ATTM في ما يلاحظ قلة الحوادث بالمقابل على الطرق التي تنجزها شركات اجنبية أو يعدها مقاولين خصوصيين.

 

ويرى بعض المراقبين ان هذه الطرق المنجزة عن طريق هذه الشركة لا تخضع للمعايير الدولية المطلوبة في قوة تحمل الوزن او في سمك التبلطج، فاستيعاب بعض الشاحنات التي تحمل الاطنان الكثيرة قد يعرض الطرق الى التشقق لفقدان عامل الصلابة في الطرق لانجازها في وقت مرتجل عن الزمن المحدد لانتهاء المشاريع المنجزة.

وتتواصل مأساة الطرق في موريتانيا بحصد أرواح المواطنين وتقطيع أوصالهم،  بعد تحول كثير منها إلى مغلق بفعل الرمال أو متهالك .

 

فيما تؤكد السلطات الموريتانية أن ارتفاع ضحايا حوادث السير في البلاد يعود بنسبة كبيرة إلى عدم احترام السائقين لقوانين السير، وهو ما يفسره مواطنون بانتشار الرشوة في أوساط رجال الأمن.

 

ويرجع خبراء النقل المحليين، تفاقم الكارثة، إلى أسباب عدة، أبرزها السرعة المفرطة، والحمولة الزائدة، فيما يرى بعض السائقين أن السبب الأول فيها هو تهالك الطرق، وغياب اللافتات الإرشادية، إضافة التسامح في موضوع منح رخص السياقة.

 

وتعاني جل الطرق الرئيسية في موريتانيا من سوء الصيانة، حيث تنتشر فيها الحفر وتغطيها ألسنة الكثبان الرملية، ما يجعل منها الطرق الأخطر في شبه المنطقة، بحسب بعض التقارير.

وتتواصل الأشغال منذ فترة في معظم الطرق الكبيرة في موريتانيا، حيث تعكف الدولة على إعادة ترميمها بشكل جديد، لكن هذه الأعمال قد تأخذ وقتا طويلا وفق تقارير محلية.

 

ويرى المراقبون والمتتبعون للشأن الموريتاني، أن تزايد الحوادث المرورية في الدولة، سيتفاقم بشكل كبير مالم تتخذ السلطات المعنية، صرامة في تطبيق بعض القوانين على هذه الطرق الرئيسية، التي تعد شريان الحياة بين العاصمة ومدنها الداخلية.