توجه وزير الدفاع محمد ولد الغزواني منذ يومين للالتحاق بالرئيس محمد ولد عبد العزيز ورئيس البرلمان الموريتاني الشيخ ولد بايه، في عطلته في باديته في بير ام اغرين.
ولا شك ان هذا اللقاء بعيدا عن ضجيج العاصمة والدعوة لمأمورية الثالثة وتداعيات التحضير لمسيرة كبيرة مناهضة لخطابات الكراهية والدعوة للعنصرية، سيمكن أصحابه من التفكير مليا في رسم السيناريوهات الحقيقية لرئاسيات 2019 .
العام الجديد الذي أطل علينا برأسه و اختار الرئيس الموريتاني أن يخلده في باديته الوادعة مع أخلص أصدقائه، للاستماع لحديث القلب والعقل، حيث يحلو البوح ويجد الرئيس الوقت لإدراك الحقيقة ناصعة من التزلف والنفاق، وصراعات المعاونين الكبار، فكل واحد منهم يفكر في إزاحة خصومه، أكثر من التفكير في مصلحة الدولة ومستقبلها ومآلات استقرارها.
للدولة كما يقال عيون كثيرة، لكن عين الرئيس أشمل فهي لا تكتفي بالنظر فقط، بل إنها تفحص وتحلل، وعيون الأصدقاء الخلص هي المجهر الذي يري ما لا تراه العين المجردة، فماذا سينجر عن هذا الاجتماع؟ وهل نتوقع أن يأتي بإجابات عن مآلات 2019؟
لا يختلف إثنان على العلاقة الحميمية بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزير الدفاع محمد ولد الغزواني فقد تقاسما في صداقتهما الطويلة حلو الحياة ومرها، وظل كل واحد منهما سندا للآخر منذ الانقلاب على ولد الطائع، وحتي الانقلاب على سيدى ولد الشيخ عبد الله وما واكبه من هزات قوية، وحتي السنوات العشرة بعد ذلك التي انتخب فيها الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمأموريتين.
ظل الرجل صديقا وفيا وصخرة صماء في وجه خصوم ولد عبد العزيز وأصدقائه، عمل في صمت من أجل بناء جيش قوي وتثبيت أركان الدولة الموريتانية، نأى بنفسه بعيدا عن صراعات السياسة ومراوغاتها.
تاريخ طويل من العيش المشترك، لا يمكن لمن جاؤوا بالأمس أن يكدروا صفوه، ربما يكون ولد الغزواني زاهدا في السلطة، تواقا لأخذ قسط من الراحة، تاركا للرئيس رسم معالم المستقبل ولو ببقائه هو نفسه، لكن الرئيس ولد عبد العزيز الذي خبر الأحداث والذي يتوق لبناء الديمقراطية الموريتانية، وتأسيس نظام مستمر يبقى بعد أصحابه، لا يرى في مأمورية ثالثة أنجع وسيلة لتحقيق ذلك، لكن القذف بالسلطة للمجهول ربما يكون أكثر تكلفة هو الآخر.
من هنا قد تأتي دعوة وزير الدفاع محمد ولد الغزواني لباديته في تيرس، حيث يوجد صديق الرئيس الآخر رئيس البرلمان الشيخ ولد بايه للتفكير في الحل النهائي، الذي قد يسفر، حسب متابعين، عن إقناع ولد الغزواني بقبول التكليف من أجل لجم دعوات المأمورية، وغيرها من السيناريوهات المطروحة في الساحة حاليا.
محمد عالي ولد عبادي