عاجل / إيران ترد الصاع صاعين وتحتجز ناقلتي نفط  واحدة ترفع العلم البريطانيا والثانية ترفع علم ليبيريا

سبت, 20/07/2019 - 07:04

 أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الجمعة أنّه "صادر" ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز، فيما أفادت بيانات ملاحية أن ناقلة بريطانية ثانية حولت مسارها نحو السواحل الإيرانية، فيما أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن طهران تحتجز ناقلتين: واحدة ترفع العلم البريطانيا والثانية ترفع علم ليبيريا.

وقال الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني إنّ القوات البحرية التابعة له وبطلب من "سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان" احتجزت الناقلة بسبب "عدم احترامها للقانون البحري الدولي".

وأوضح البيان المقتضب أنّ السفينة ستينا إمبيرو "اقتيدت بعد السيطرة عليها إلى الساحل حيث تمّ تسليمها إلى السلطة من أجل بدء الإجراءات القانونية والتحقيق".

وأعلنت شركة ستينا بولك السويدية المالكة لناقلة النفط ستينا إمبيرو التي ترفع علم بريطانيا والتي قال الحرس الثوري الإيراني إنّه "صادرها" أنّها فقدت الاتصال بسفينتها بعد تعرضها لهجوم أثناء إبحارها في مضيق هرمز.

وقالت الشركة في بيان إنّ "سفينتا ستينا إمبيرو تعرضت لهجوم بواسطة طائرات صغيرة ومروحية مجهولة الهوية أثناء عبورها مضيق هرمز بينما كانت السفينة في المياه الدولية. يتعذر علينا حاليا الاتصال بالسفينة التي يجري تعقّبها الآن وهي تتجّه شمالا نحو إيران".

وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا حولت اتجاهها فجأة شمالا صوب ساحل إيران مساء اليوم الجمعة بعد مرورها غربا عبر مضيق هرمز إلى الخليج.

وأظهرت البيانات أن الناقلة حولت اتجاهها في حوالي الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش بعد نحو 40 دقيقة من تحويل الناقلة ستينا إمبيرو مسارها على نحو مماثل صوب إيران والتي قال الحرس الثوري إنه احتجزها.

ولم تصدر تعليقات حتى الآن من الحرس الثوري بشأن الناقلة الثانية أو من الشركة التي تديرها بشأن سبب تغيير اتجاهها في الممر الدولي الحيوي لشحن النفط.

وقال بوب سانجوينيتي الرئيس التنفيذي لغرفة الشحن في بريطانيا اليوم الجمعة إنه يجب توفير المزيد من إجراءات الحماية للسفن التجارية بعد أن احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.

وأضاف في بيان "ندين بأشد العبارات احتجاز سينا إمبيرو لدى عبورها مضيق هرمز في وقت سابق اليوم".

وتابع "هذه الواقعة تشكل تصعيدا. وبينما ندعو لرد محسوب.. يتعين اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية السفن التجارية لضمان تعزيز الأمن وحرية تدفق التجارة في المنطقة".

وأكدت بريطانيا لاحقا أن طهران تحتجز ناقلتين وليس ناقلة واحدة بقولها، إن احتجاز إيران سفينة ترفع علم بريطانيا وأخرى ترفع علم ليبيريا في مضيق هرمز أمر غير مقبول ودعت إلى حرية الملاحة في الخليج.

وقال وزير الخارجية جيريمي هنت "أشعر بقلق شديد إزاء احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز".

وأضاف "سأحضر بعد قليل اجتماعا أمنيا لاستعراض ما نعلمه وما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينتين- سفينة ترفع علم بريطانيا وأخرى ترفع علم ليبيريا".

وقال هنت "احتجاز السفن غير مقبول. من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة".

وأدانت الولايات المتحدة التصعيد الإيراني الأخير فيما أعلن البيت الأبيض أنه أخذ علما باحتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بـ"تصعيد العنف" بعد أن أعلن الحرس الثوري مساء الجمعة أنّه صادر ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز الاستراتيجي، في حين لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتمال أنّ يكون الإيرانيون قد احتجزوا أكثر من ناقلة.

وردا على سؤال عن احتجاز الحرس الثوري السفينة البريطانية قال ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض "قد تكون ناقلة واحدة، قد تكون اثنتين"، مضيفا "سنتحدث مع بريطانيا. سنعمل مع بريطانيا".

ونقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول أميركي لم تكشف عن اسمه قوله إنّ إيران سيطرت على ناقلة نفطية ثانية هي السفينة "أم في مصدر" التي ترفع علم ليبيريا.

وأصدر غاريت ماركيز المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بيانا قال فيه "إنها المرة الثانية خلال ما يزيد قليلا عن أسبوع تكون فيها المملكة المتحدة هدفا لتصعيد العنف من قبل النظام الإيراني"، مشيرا إلى أنّ "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا ضد سلوك إيران الخبيث".

وقبل ساعات من ذلك، أوضحت وزارة الخارجية موقف الإدارة في عرض للدبلوماسيين المعتمدين لدى واشنطن. وقال دبلوماسيون إن نحو 100 مبعوث شاركوا في الموجز الذي قدمه براين هوك المبعوث الأميركي بشأن إيران لشرح مبادرة الإدارة حول الأمن البحري في مضيق هرمز.

وقد دعت واشنطن إلى "تحالف" تقوم فيه القوات البحرية بمرافقة سفنها عبر مضيق هرمز مع الولايات المتحدة التي تؤمن القيادة والمراقبة.

وأصبح مضيق هرمز نقطة ساخنة للتوترات مع إيران وسط سلسلة من الحوادث هناك. ويقع المضيق عند المدخل الجنوبي للخليج العربي، أحد أهم الممرات المائية في العالم لنقل النفط.

ويأتي الإعلان عن مصادرة السفينة البريطانية بعيد ساعات على تمديد المحكمة العليا في جبل طارق لثلاثين يوما فترة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1" التي احتجزتها سلطات المقاطعة البريطانية بشبهة أنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم نفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية، بحسب ما أعلنت حكومة جبل طارق.

وكانت قوات البحرية البريطانية وشرطة جبل طارق، المنطقة البريطانية الواقعة في أقصى جنوب اسبانيا، احتجزت السفينة التي تحمل 2.1 مليون برميل نفط في 4 يوليو أثناء عبورها مياه المنطقة.

وردت إيران بغضب شديد ووصفت احتجاز السفينة بـ"القرصنة" وحذرت من أنها سترد على هذا العمل.

 

وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبرا لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحرا، تصاعدا في حدّة التوتر منذ أكثر من شهرين على خلفية صراع بين إيران والولايات المتحدة التي عزّزت وجودها العسكري في المنطقة