دراسة “متفائلة” تتوقع انتهاء كورونا في ديسمبر.. وخبراء يشكّكون

أحد, 26/04/2020 - 18:08

توقعت دراسة أنجزتها إحدى الجامعة في سنغافورة، أن يسيطر العالم بشكل كامل على وباء كورونا في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وهو ما شكك فيه بعض الخبراء، معتبرين أنه لا يمكن التكهّن بنهاية الأزمة، في ظل الحديث عن موجات جديدة للوباء في الصين وبعض الدول الأخرى.

وأشارت الدراسة التي أعدتها جامعة سنغافورة للتكنولوجيا، واعتمدت تقنية الذكاء الصناعي في تحليل البيانات الرسمية المقدمة من دول العالم حول عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى أن دورة حياة الوباء في العالم ستنتهي بحدود الثامن من كانون الثاني/ ديسمبر المقبل، لكنها أشارت إلى أن العالم سيسيطر بنسبة 97 في المئة على الوباء مع نهاية شهر أيار/ مايو.

كما أشارت إلى أن أغلب الدول العربية ستتمكن من القضاء على الفيروس في الفترة بين نهاية أيار/ مايو ومنتصف تموز/ يوليو.

وأثارت الدراسة ردود فعل متباينة، حيث رحّب بها البعض كـ”دليل” على إمكانية القضاء على الفيروس القاتل، فيما شكك آخرون في الأرقام التي أوردتها، وخاصة في ظل الحديث عن موجات جديدة للوباء.

وكتب بكر عطياني، رئيس تحرير صحيفة “إندبندنت” البريطانية (نسخة الأوردو): “توقعت جامعة سنغافورة للتكنولوجيا بناءً على بيانات من دول مختلفة أن تنتهي دورة حياة الوباء بحلول أوائل يونيو 2020. هل هذا صحيح؟ لنأمل ذلك!”.

وكتب عالم الأوبئة الأمريكي المعروف، لاري بريليانت، على حسابه في موقع تويتر: “لا ينتهي الوباء عندما يتم اكتشاف اللقاح، بل عندما تبدأ حملة تلقيح عالمية. (قبل ذلك) لا بد من إنشاء أنظمة لتوصيل اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في العالم”.

وقال الدكتور عمار البعداني، المكلّف من قبل الحكومة الصينية بنشر التوعية حول فيروس كورونا المستجد، لـ”القدس العربي” إنه لا يمكن حاليا تحديد فترة زمنية محددة لنهاية وباء كورونا في العالم، وخاصة في ظل الحديث عن موجات جديدة في الصين ودول أخرى.

وأضاف: “قبل أن يتفشى الفيروس في بؤر أخرى كإيران ومن ثم أوروبا وأمريكا. كنا نتحدث عن فرصة لانتهاء هذه الأزمة بمجرد سيطرة الصين على جميع الحالات المسجلة. ولكن بعد تحوّل أوروبا ومن ثم الولايات المتحدة إلى بؤرتين جديدتين للفيروس، فإن السيطرة على الوباء كليا قد تحتاج لأشهر طويلة”.

واستدرك بقوله: “هناك أرقام إيجابية بالنسبة لحالات الشفاء في بعض الدول الأوربية خاصة كألمانيا وإسبانيا وإيطاليا (نسبيا)، ولكن هل ستلتزم الدول الأوروبية لفترة طويلة بقرارات العزل واسعة النطاق المطبقة حاليا؟ وهل ستلتزم أيضا بقية دول العالم بذلك؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة (حوالي مليون إصابة) من السيطرة قريبا على الوباء؟ وكيف سنوقف عودة الوباء في ظل الحديث عن موجة جديدة من الإصابات في بعض الدول (في ظل عدم وجود لقاح حتى الآن)؟”.

وتابع البعداني: “هذه المعلومات ما زلنا غير قادرين على التهكن بها. نتمنى من البشرية أن تتعاون (ونحن في أمس الحاجة لهذه التعاون) ضد الفيروس الذي يهاجم البشرية جمعاء دون احترام للحدود والأعراق والألوان. ونحن في غنى عن تبادل الاتهامات ونشر المعلومات غير الصحيحة (حول المسؤولية عن انتشار الفيروس) فهي لن تفيدنا، بل ستمنع الباحثين والدول من السيطرة على الوباء وإنقاذ الأرواح”.

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أخيرا أن فيروس كورونا سيستمر فترة طويلة في العالم، كما دعت إلى عدم التسرّع في إعادة حركة السفر العالمية، محذّرة من زيادة تفشي الفيروس في أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية.