فيما يبدو لي، لم يكن رد فعل سيد محمد ولد محم إلا كرجل حر أحسَ بالإهانة وعدم الاحترام من قبل ولد عبد العزيز، الذي كان ناكرا لجميل ولد محم أكثر مما فعل مع الآخرين. صحيح أن عزيز قد أسند إليه مناصب رفيعة، وأنه عين زوجته قبل أن يقوم بمتابعة هذه السيدة على سوء إدارتها بطريقة شريرة أكثر مما فعل في قضايا كانت أكثر خطورة، بما في ذلك قضايا تتعلق بمقربين من عزيز نفسه. ولكن سيد محمد ولد محم هو من بين قادة كتيبة النواب المحامين الذين ساعدوا في وصول عزيز إلى السلطة في وقت صعب لم يكن عزيز يتمكن فيه حتى من التحدث إلى سفير. سيد محمد ول محم رجل ثقافة عالية جداً، يكفي مجرد قراءة ما يكتب أو سماعه يتكلم، نقرأ من خلال سجله المهني والسياسي وتصرفاته أن ما يحفزه هو سياسي أكثر منه مادي. لا توجد له سوابق سوء تسيير في مهامه. لم يقِدم له عزيز أي معروف (تراخيص صيد، قطع أرضية...) كما فعل عن طيب خاطر لِآخرين. ولذلك إن بإمكان ول محم أن يشجب عزيز أكثر من الآخرين. إنه ليس مثلهم. لا أعرفه، لكن يبدو أنه يتألم بشدة من سلوك عزيز تجاهه. هذا أمر طبيعي بالنسبة لرجل لديه الدم والشرف عندما يشعر بالجحود مقرونا بعدم الاحترام.
وكان سيد محمد ولد محم قد وصف عزيز مرة أثناء الحملة بأنه "يطعم الناس ضد الجوع ويؤمّنهم من الخوف" مقتبسا هذه الكلمات من القرآن الكريم، أُلِفتُ انتباه الفرنكوفونيين خصوصاً إلى أن هذا النوع من استخدام صيغ المصطلحات القرآنية أو الأحاديث أو الأمثال أو الشعر، أمر شائع جداً في أوساط الثقافة العربية والإسلامية العالية. سيد محمد ولد محم له تربية في ولاية الترا رزة، بوتيليميت، وهي منطقة ذات ثقافة عالية حيث تسمع الناس في أحاديثهم يتجاوبون باقتباسات من الشعر أو الأمثال أو ألفاظ من القرآن الكريم أو الحديث. وهذا هو الحال في جميع دوائر الثقافة العربية العالية ي البلد. وباستخدام هذه الألفاظ، فإن هذا لا يعني مُقارنتها بمصدر الألفاظ، بل هي فقط للرمزية. وسيد محمد ول محم لا يُشكك في معرفته كيف يتكلم بالقرآن وعن القرآن لأن هذا الشخص تتواجد فيه المعرفة القرآنية والأدبية، إلى جانب كونه مثقفا عصريا ومحامياً من مستوى نادر في موريتانيا..
حواء انا