عفوا الوزيرالسابق اسلكو انتهازية المثقف.. تكريس للفسا/ الياس محمد

أحد, 27/09/2020 - 16:18

بعد التحقيق معه في قضيا فسادوخيانة انقلب الوزيرالسابق اسلكو ولد احمد ازيدبيه إ لي معارض شرس حيث كان من المفترض أن يكون من الأوائل الذين رحبو بالتحقيقات التي نظرا لاهميتها بالنسبة للوطن.

لكن يبدو أن استشراء ثقافة الفساد في الرجل جعلته يسير في الطريق الغلط .كنا نطن أن ولد احمد ازيدبيه من المثقفين الكبارالذين ينحازون الي كل ما فيه الخير للبلاد أما أن يقف في صف  الفساد الذي علي رأسه محمد ولد عبد العزيز فهذا لعمري امر محير,

. فاختلاس المال العام لا يختلف كثيراً عمن ينافق لصاحب القرار، طالما ان المحصلة الإضرار بالمصلحة العامة للوطن وخيانة الأمانة، فموظف الدولة والمثقف كلاهما له دور يؤديه في المجتمع. ولكن كيف نقيم هذا الدور من الناحية القيمية إن جاز التعبير؟. يبدو أن المعضلة عميقة في موريتانيا حيث تدور في فلك مليء بالعوائق من غياب لمفاهيم الديمقراطية ومحاربة الفساد.

كان علي المثقف اسلكو، أن يكون  صادق مع أنفسه ويتحلي بالشجاعة الأدبية والتمسك بمبادئه بغض النظر عن نتائجها ولمصلحة من، لأنهم يحمل  رسالة يفترض أن تكون نزيهة وصادقة تبحث عن الصالح العام، إن ارتهنا للحقيقة وهي مؤلمة على أي حال

 الوقت يقوم بمهمة شريفة هدفها في نهاية المطاف الإصلاح والتطوير، لكن الخطيئة تقع عندما يتحول او المثقف أوالكاتب إلى منافق وبوق للسلطة واقفاً معها ومبرراً مواقفها على الدوام، وهنا تحديداً يصبح سلوكه لا يقل خطورة عن الجرم المادي، كونه صورة من صور الفساد لأنه بكل بساطة يداهن السلطة لتحقيق مصلحة ذاتية والوصول إلى مبتغاه بغض النظر عن مشروعية هذا الوصول في الوقت الذي يخدع فيه صاحب القرار. ولاحظ ان القرار فردي في ذاته وهذا صحيح ولكن تأثيره ونتائجه

أجواء كهذه تمثل انتكاسة وسقوطاً للفكر بل ويصيب المثقف الحقيقي بالإحباط والخيبة. هذا لا يعني التقليل من حماسة أولئك الذين سلكوا النهج الجريء، ولكن ليس على حساب طرح قضايا مصيرية يفترض فيها التروي والدراسة العميقة,لان الأمر يتعلق بممتلكات وثروة شعب نهبت  واختلست نهارا جهارا..

طبعا أنا لا أعترض على أحقية الإنسان في التعبير عن رأيه، أو في تغيير قناعاته في مرحلة من المراحل لاسيما عندما تتكشف أمور جديدة، أو أن أقلل من ضخامة تلك الأحداث وأهميتها في تغيير المشهد السياسي في البلد وبالتالي تبدل الآراء حوله. إنما ما أقصده هو مسألة التناقض والتلون السريع، فمثلاً كان هناك من يدعم النظام علنا آنذاك دون أن يشير إلى قصوره أو عيوبه أو نواقصه متى ما تبين له ذلك، ثم حينما سقط النظام جاء نفس الشخص ليكيل له الشتائم والسب دون أن يذكر ولو شيئاً من محاسن أو إيجابيات النظام الفائت,لكن اذا كان الأمر يتعلق بالوطن فهذا يحتلف.كليا..

هذا النموذج يعكس موقفاً متناقضاً ومن خلفه دوافع انتهازية وانتفاعية، ولذا صار من العسير جداً أن تجد أحداً من هؤلاء من يتمسك بموقف صادق أو بكلمة حق؛ حيث سرعان ما ينقلب للاتجاه الآخر وبزاوية معاكسة، لتفضح حقيقة هذه الذات المغالية في الانتهازية وبيع الضمير. ، لأنهم يحملون رسالة يفترض أن تكون نزيهة وصادقة تبحث عن الصالح العام، إن ارتهنا للحقيقة وهي مؤلمة على أي حال!