كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أمس الجمعة، عن صور من أقمار صناعية تظهر أن إيران بدأت بتشييد منشأة نووية تحت الأرض في فوردو. وتزامن ذلك مع رفض سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعوة مدير الأخيرة، إلى اتفاق جديد مع طهران، في حين أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي، أن تل أبيب مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة في أي تحرك عسكري ضد إيران، في حين أمر وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، وقف التعاون على مستوى البنتاغون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن، ما ربطه البعض باحتمال تخطيطهم لعمل عسكري ضد طهران.
وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأنها حصلت على صور أقمار صناعية توضح أنه بدأ التشييد في أواخر سبتمبر/ أيلول للمنشأة في إيران.
كشفتها صور من أقمار صناعية… وطهران ترفض اتفاقا جديداً مع بايدن
وأضافت أن «الصور، التي تم الحصول عليها من شركة «ماكسار تكنولوجي» تظهر أن العمل يجري في الجزء الشمالي الغربي من الموقع، بالقرب من مدينة قم، على بعد حوالي 90 كم جنوب غربي طهران. وأوضحت أن «صورة التقطت في 11 ديسمبر/ كانون الأول، تظهر أساس البناء المفترض مع عشرات الأعمدة، التي يمكن استخدامها لدعم المبنى في المناطق الخطرة الزلزالية». وأشارت إلى أن «الموقع مجاور لمبان ملحقة لمركز الأبحاث العلمية في فوردو».
وفي الأثناء، رفضت طهران اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد اتفاق جديد. وكتب كاظم غريب آبادي سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا على تويتر قائلاً: «طرح أي تقييم لكيفية تنفيذ الالتزامات يتجاوز تماما تفويض الوكالة وينبغي تجنبه. لعبت الوكالة دورها خلال المفاوضات حول الاتفاق النووي».
في سياق متصل، زار مارك ميلي رئيس أركان الجيش الأمريكي، إسرائيل والتقى بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وبحثا في اللقاء الذي ضم أيضا رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، «التحديات والتغيرات الأخيرة في الوضع العملياتي في الشرق الأوسط والملف الإيراني» حسب بيان لمكتب غانتس، نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم». وقال غانتس: «سنعمل معا (مع الولايات المتحدة) في مواجهة أي سيناريو على الجبهة الإيرانية» حسب المصدر ذاته. وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: «سنعمل معا في مواجهة التهديدات المشتركة من أجل الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط مع حلفائنا». وشدد على أهمية استمرار الضغط على طهران، و«جاهزية الجيش الإسرائيلي لأي سيناريو لمواجهة عدوان إيران الإقليمي وتسلحها النووي». وأعرب غانتس عن شكره لميلي على «التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، ورحب بالتعاون الوطيد بين جيشي البلدين، الذي يحافظ على مصالحهما المشتركة، والتفوق النوعي والكمي والتكنولوجي لإسرائيل» وفق قوله.
وربطت صحيفة «نيويورك تايمز» الاستعدادات لعملية عسكرية ضد إيران بأمر صدر عن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر أوقف التعاون على مستوى البنتاغون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن. ورغم قيام مسؤول كبير في وزارة الدفاع بالتقليل من أهمية هذه الخطوة، واصفاً إياها بأنها «تأخير بسيط للاجتماعات القليلة المتبقية المقررة إلى ما بعد العام الجديد،» ذكرت «نيويورك تايمز» أن «مسؤولين في البنتاغون لا يستبعدون شن ترامب عمليات ضد إيران أو خصوم آخرين في أيامه الأخيرة في السلطة