اتهم رئيس حركة مجتمع السلم “حمس”، أكبر حزب إسلامي معارض في الجزائر، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي سعد الدين العثماني بالخيانة وحزبه بـ”التصهين”، مع تأكيده بوجود مناضلين صادقين في مناصرة الفلسطينيين في صفوفه.
وجاءت اتهامات عبد الرزاق مقري، على خلفية توقيع سعد الدين العثماني على اتفاقية التعاون مع رئيس الوفد الإسرائيلي الذي زار الرباط الثلاثاء في اطار ترسيم التطبيع بين المغرب والكيان الإسرائيلي في إطار الصفقة الثلاثية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في العاشر من الشهر الجاري.
وكتب رئيس حركة مجتمع السلم في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فاسيبوك”، أرفقه بصورة يتوسط فيها جاريد كوشنر مستشار ترمب وصهره، كل من سعد الدين العثماني ومائير بن شباط رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي ورئيس الوفد الإسرائيلي الذي زار المغرب، أن أكبر “من يناله هذا الخزي والعار هو رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، باعتبار خيانته لمبادئه وخطه السابق المعادي للتطبيع بأي شكل من الأشكال وفق ما كان يصرح به هو نفسه”.
طواستدرك قائلا “نحن نعلم أن في هذا الحزب أصلاء ومناضلين صادقين في مناصرة الفلسطينيين ضد المحتل الصهيوني، غير أنه إن وافقت مؤسسات هذا الحزب هذه الخيانة فهو حزب قد دخل رسميا في دائرة التصهين” وأشار إلى أن ” وكل ادعاء بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية تدليس ممجوج وادعاء باطل، ولن يكون له أي أثر”، ولم يبد حزب العدالة والتنمية أي موقف صريح رافض تطبيع المغرب علاقاته مع الكيان الإسرائيلي.
واعتبر رئيس اكبر حزب إسلامي معارض في الجزائر أن “تمثيل وفد الكيان بمستشار الأمن القومي دليل واضح على سقوط هذا الزعم وأن المقصد الأول من هذه الخطوة التطبيعية هو التنسيق الأمني، مما يجعل الخطر على الفلسطينيين مؤكد”. وأضاف بأن هذا الخطر “يمتد إلى الجزائر والمغرب العربي كله”.
وشدد الدكتور عبد الرزاق مقري بأن إبداء هذا الموقف من حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي يتقاسم معه نفس المرجعية “واجب علينا، وهو واجب على كل حر في العالم العربي والإسلامي، إحقاقا للحق أولا، ثم حتى يبقى الأمل قائما في الأمة ولا يتعاظم الانهيار المعنوي الذي تسببه مثل هذه الخيانات”.
وكان صاحب المنشور قد أظهر تعاطفه مع حزب العدالة والتنمية المغربي في منشور بعد الإعلان عن الصفقة الثلاثية جاء فيه “المبتلَى في هذه القضية هو حزب العدالة والتنمية ما الذي سيفعله، ونسأل الله أن يوفقهم للسداد ويعينهم عليه”، ويبدو أن مواقف الحزب من القضية لم تكن في مستوى ما كان ينتظره من مواقف، شريكهم في التيار بالجزائر.
وواصل رئيس “حمس” قائلا” ثم حتى نبرئ أنفسنا- لذات الأسباب- مما نتهم به باطلا وزورا بأننا نكيل بمكيالين، ندين التطبيع بشدة وصرامة إلا إذا كان المطبع إسلاميا .. اللهم إنك تعلم أننا لسنا هكذا .. وأننا لا نصدر إلا عما تمليه علينا ضمائرنا، وإدانتنا لهذا الموقف عبر بيان رسمي كان من اليوم الأول”، في إشارة إلى الاتهامات التي طالته وحزبه بعد إدانته لموقف لاعب جزائري (هشام بوداوي) سافر مع ناديه الفرنسي للعب مقابلة ضد نادي إسرائيلي، واتهم حينها بالازدواجية في المواقف، لموقف حازم من اللاعب الجزائري الشاب، لكن لم يظهر نفس الحدة من موقف حزب العدالة والتنمية المغربية الذي يقود الحكومة المغربية من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وختم مقري منشوره قائلا: “اللهم إنا نسألك الثبات، اللهم أقبضنا إليك على عهد مناصرة فلسطين ومحاربة التطبيع مع الكيان المحتل، لا مبدلين ولا مغيرين، اللهم اجعلنا نلقاك وقد قمنا بواجبنا كاملا تجاه بلدنا وأمتنا وتجاه فلسطين حتى ترضى عنا يا مولانا. آمين