تساءلت صحيفة لوموند الفرنسية عن مدى فعالية اللقاحات ضد كوفيد-19 في مواجهة السلالات الجديدة للفيروس، مشيرة إلى أن باحثين أمريكيين (في المختبر) أظهروا أن الأجسام المضادة ضد الفيروس قد لا تعمل بشكل جيد ضد السلالة الجديدة التي تم تحديدها في جمهورية جنوب إفريقيا. كما أن السلالة البريطانية للفيروس انتشرت في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وباتت مصدر قلق للسلطات الصحية في هذه البلدان، خاصة أن السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة المعتادة. وبالتالي، فهي تهدد بإفساد الجهود في العديد من البلدان.
ففي بريطانيا، تم فرض الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالعاصمة لندن، حيث أعلن عمدة المدينة صديق خان أن انتشار الفيروس أضحى ‘‘خارج السيطرة’’. فيما أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن اكتشاف 19 حالة من السلالة البريطانية للفيروس. وهو ما يكفي لإثارة مخاوف من انتشار أوسع للفيروس، تضيف لوموند، مشيرة إلى أنه تم إجراء تحقيقات مكثفة لمحاولة تعقب جميع المخالطين لهؤلاء الأشخاص. في حين دق مدير الصحة العامة في وزارة الصحة الإسرائيلية ناقوس الخطر أمام نواب الكنيست، قائلا إن السلالة الجنوب إفريقية لفيروس كورونا مثيرة للقلق، لأنها قد تسبب أعراضا شديدة لدى الشباب. وأشار هذا الأخير إلى أن تأثير اللقاح على هذه السلالة لم يتضح بعد، ولكن هناك دراسات أولية مثيرة للقلق.
وتابعت لوموند التوضيح أنه في مواجهة القلق الإسرائيلي، قال تال زاكس كبير المسؤولين الطبيين في شركة موديرنا إنه واثق من أن لقاح شركته فعال ضد السلالتين البريطانية والجنوب إفريقية. وشرحت الشركة الأمريكية لصحيفة لوموند، أن هناك سببين لتفاؤلها: أولا، لقاحها ليس فقط نوعا واحدا من الأجسام المضادة ولكن العشرات من الأجسام المضادة. بعد ذلك، ستؤكد المعلوماتية الحيوية فعالية المنتج على السلالتين.
أما شركة فايزر – توضح لوموند – فقال رئيسها أوغور شاهين إنه متفائل، مشيرا على وجه الخصوص إلى أن بروتين سبايك يحتوي على أكثر من 1270 حمضا أمينيا مشفرا في لقاح شركته، وإن السلالات الجديدة تؤثر فقط على أقل من عشرة. وقبل يومين، أكد فريق من الشركة (جامعة تكساس) أن مصل الأشخاص الذين تم تطعيمهم يظل فعالا ضد الطفرات في الحمض الأميني 501 من بروتين Spike، الموجود على السلالات البريطانية والجنوب إفريقية.
واعترف الباحثون بأنهم اختبروا طفرة واحدة فقط من الطفرات العشر الموجودة على هذا البروتين: ما يزال الشك قائما بشأن طفرة E484، التي تقلق العلماء، بشأن السلالة الجنوب أفريقية. وأشار الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك كذلك إلى أن تكييف اللقاحات المشتقة من تقنيته مع السلالات الجديدة لن يستغرق سوى ستة أسابيع حتى يكتمل. أما مدير الأبحاث في معهد باستير الفرنسي، عالم الفيروسات إتيان سيمون لوريير، فقد خفف من القلق أيضا، ولكن لسبب آخر: ‘‘التباين الملحوظ في الأفراد مطمئن، لأنه حتى لو تبين أن البعض حساس للغاية لهذه السلالة، سيكون الآخرون أقل’’.
وقالت لوموند إنه وبصرف النظر عن التحليلات الموعودة من شركة بيونتيك والمعاهد الوطنية للصحة، فإنه من المتوقع أن تأتي النتائج من بريطانيا، التي تعد أول دولة غربية بدأت فيها عمليات التلقيح ضد كوفيد تسعة عشر، بحيث يجب أن يكون البريطانيون قادرين على دراسة تأثير الطفرات على اللقاحات المختلفة في المختبر بسرعة. ويمكن أن تكون المقارنات الدولية مفيدة أيضا. فهل هناك المزيد من الإخفاقات في جنوب إفريقيا أو البرازيل؟ تتساءل لوموند في الأخير، موضحة أن الإجابة ربما سنعرفها في غضون أسابيع قليلة.