صادق مجلس الشيوخ الإسباني باستثناء نواب حزب فوكس المتطرف على قرار يطالب بمساهمة مدريد في إيجاد حل لنزاع الصحراء بحكم صفة هذا البلد كقوة استعمارية سابقة علاوة على ضرورة تجنب المواجهة في هذا الملف بين مكونات المشهد السياسي الإسباني.
وجرت عملية التصويت الأربعاء من الأسبوع الجاري بمصادقة أحزاب اليسار مثل بوديموس والحزب الاشتراكي واليسار الجمهوري الكتالاني وكذلك أحزاب اليمين مثل الحزب القومي الباسكي والحزب الشعبي وحزب اسيودادانوس، باستثناء فوكس القومي المتطرف، على قرار ينص على ضرورة تبني موقف موحد يمثل “الدولة الإسبانية” في هذا الملف، وينص كذلك على تفادي أي مواجهة أو توظيف نزاع الصحراء في الجدل القائم بن المعارضة والحكومة.
وأعربت الأحزاب عن ارتياحها بشأن التفاهم الذي حصل في وقت تمر فيه العلاقات بين مكونات المشهد السياسي الإسباني بأزمة حادة تتميز بالمواجهة المستمرة.
وطالبت بعض الأحزاب مثل اسيودادانوس من الحكومة التحرك نظرا لصفة إسبانيا السابقة كقوة استعمارية وبما تتمتع به كمسؤولة إدارية حتى الآن وفق الأمم المتحدة، لكن حكومة مدريد ترفض هذه الصفة. وجرى الإجماع على ضرورة دعم الأمم المتحدة وبعثة المينورسو من أجل حل
عادل ودائم متفق عليه بين الطرفين نظرا “لأهمية الحل في إرساء التعاون في المغرب العربي”، وجرت الدعوة إلى العمل في البحث عن الحل انطلاقا من العلاقات الأوروبية والعلاقات الثنائية. وتشدد الأحزاب على تقرير المصير. ووجهت طلبا إلى حكومة مدريد برفع مستوى المساعدات الإنسانية إلى الصحراويين في مخيمات تندوف.
وتأتي معارضة فوكس للقرار لأن هذا الحزب أراد التنصيص على أن الحركات القومية في إسبانيا ليس من حقها تقرير المصير ولكن هذا الحق لدى الصحراويين، وشدد الحزب على ضرورة اعتبار إسبانيا كقوة إدارية في الصحراء.
ويأتي قرار مجلس الشيوخ الإسباني في وقت هيمنت فيه قضية الصحراء على مستويين، الأول وهو المواجهة بين مكونات المشهد السياسي من يسار ويمين وحركات قومية بل وحتى الحكومة نفسها بين حزب بوديموس المؤيد لجبهة البوليساريو والحزب الاشتراكي المتراس للائتلاف الذي يراهن على الاعتدال في هذا الملف دون التخلي عن دعم تقرير المصير. ثم هيمنة هذا الملف في العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد بعد رفض الأخيرة قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ومطالبة الحالي، جو بايدن التراجع عن هذا الاعتراف.
وكانت هناك قمة مبرمجة بين مدريد والرباط يوم 17 ديسمبر الماضي وجرى تأجيلها بسبب نزاع الصحراء رغم التذرع بالجائحة، ثم تأجيلها خلال فبراير/ شباط الماضي. وكانت الرباط قد طالبت إسبانيا بموقف واضح من نزاع الصحراء بالاعتراف بالسيادة المغربية، ولم تستجب مدريد حتى الآن وتستمر في موقفها الأممي.