غادر زعيم البوليساريو إبراهيم غالي الليلة إسبانيا في اتجاه الجزائر بعدما خضع لاستنطاق من طرف القضاء بسبب تورطه المفترض في جرائم ضد الإنسانية، وأكدت حكومة مدريد أنها أخبرت المغرب بهذا المعطى.
وكان زعيم البوليساريو قد حل بالجزائر يوم 18 أبريل الماضي للعلاج من مرض الكوفيد-19 المترتب عن فيروس كورونا، وأكد المغرب أنه دخل بهوية مزيفة لتفادي استدعاءه من طرف القضاء وجرى كل هذا بتورط من حكومة مدريد. في حين أكدت الأخيرة دخوله بهويته وبجواز جزائري وجرى تسجيله في مستشفى مدينة لوغرونيو شمال اسبانيا بهوية مختلفة لأسباب أمنية.
وتسبب استقبال اسبانيا لزعيم البوليساريو في أزمة شائكة بين مدريد والرباط بسبب احتجاج المغرب على استقبال غالي وكذلك لدور اسبانيا في معارضة إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيادة المغرب على الصحراء. وكرد فعل، تساهل المغرب مع الهجرة، حيث اقتحم عشرة آلاف مغربي مدينة سبتة المحتلة، ثم أعلن غياب الثقة في الحكومة الإسبانية علاوة على سحب سفيرته من مدريد.
واستنطق القضاء الإسباني يومه الثلاثاء زعيم البوليساريو بشأن تهم جرائم ضد الإنسانية التي رفعها ضده ناشط صحراوي يحمل الجنسية الإسبانية وهو فاصل بريكة وجمعية حقوقية صحراوية. وقرر القضاء عدم اتخاذ أي إجراء ضد غالي مثل سحب الجواز أو الاعتقال أو المنع من السفر. وبالتالي أصبح بإمكان زعيم البوليساريو مغادرة اسبانيا شريطة الإستجابة للقضاء عند استدعاءه.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها الليلة أن “إبراهيم غالي الذي وصل الى اسبانيا في حالة حرجة وتم استقباله لأسباب إنسانية قد توصل بترخيص بمغادرة المستشفى بعد تحسن حالته”، ويتابع البيان أنه بعد “قرار القاضي عدم تقييد حرية تحركاته فقد توجه الى مدينة بامبلونا لمغادرة اسبانيا نحو الجزائر على متن طائرة مدنية بوثائق سفر تحمل اسمه كما دخل الى اسبانيا”. ويبرز البيان “وقد أخبرت اسبانيا السلطات المغربية عبر القنوات الدبلوماسية المعمول بها بهذا المعطى”، أي مغادرة غالي لإسبانيا.
وكانت وزارة الخارجية تؤكد عزم غالي مغادرة اسبانيا، لكن الصحافة الإسبانية تؤكد أنه بالفعل غادر على متن طائرة رسمية جزائرية نحو الجزائر انطلاقا من مدينة بامبلونا الواقعة شمال البلاد.
وكان المغرب قد أكد أن استقبال اسبانيا لغالي ما هو سوى حلقة ضمن الأزمة العامة التي تمر منها العلاقات الثنائية والتي مصدرها موقف اسبانيا التي وصفته “بالعدائي” من سيادة المغرب على الصحراء.