أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اليوم (الخميس)، من القصر الرئاسي اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان، بعد تسعة أشهر على تسميته، في خطوة من شأنها أن تعمّق معاناة البلاد الغارقة في أسوأ أزماتها الاقتصادية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الحريري إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، لصحافيين، إن الأخير طلب «تعديلات» على الصيغة الحكومية التي اقترحها عليه، أمس (الأربعاء)، ونقل عنه قوله «لن نتمكن من أن نتوافق». وأضاف «لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة وليُعِن الله البلد».
وقال سعد الحريري ، الأربعاء، عبر موقع تويتر، إنه قدم تشكيلة حكومية إلى عون تضم 24 وزيرا وينتظر رده الخميس.
ويشهد لبنان أزمة سياسية حالت دون تأليف حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس (آب) الماضي على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من الشهر ذاته.، وتم تكليف سعد الحريري، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة كما أن اعتذار الحريري يفتح الباب على اشتعال الشارع وتأجيج المشاعر السنّية ضد العهد، وعدم استسهال قبول أي شخصية سنية بالتكليف خلفاً له وهو الممثل الأوسع للطائفة السنية. وإذا كان اسم الرئيس نجيب ميقاتي تردّد لترؤس حكومة انتخابات فإن هذا الأمر لم يُحسم، ولا شيء يضمن حصول استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، ولا شيء يؤكد قبول الحريري بتوفير الغطاء السني لأي رئيس حكومة جديد ما يعني أنه في حال تمت استشارات فهي ستنتهي بتسمية شبيه لحسان دياب لا يتمتع بأي شرعية من طائفته.
وفي ردود فعل أولية، سُجّلت دعوات عبر مكبّرات الصوت في طرابلس للنزول إلى الشارع، في وقت قطعت طرقات في بيروت. ووصف النائب السابق فارس سعيد الوضع بأنه “أكثر من خطير”، ورأى أن “رئيس الجمهورية يبقى في بعبدا بفضل عضلات حزب الله فقط في مواجهة القوى السياسية والرأي العام العريض ودوائر القرار العربية والدولية