أثار قرار قطري بتعيين أسامة بن يوسف بن عبد الله سفيراً للإمارة الخليجية لدى رومانيا، ردود فعل واسعة بين المواطنين القطريين والخليجيين، فلم يعف الحكومة القطرية اخفاء اسم عائلة القرضاوي عند إعلان القرار الرقم 55 لسنة 2021 من اللوم المتتابع.
سمو أمير البلاد المفدى يصدر القرار الأميري رقم /55/ لسنة 2021، بتعيين السيد أسامة يوسف عبدالله سفيرا فوق العادة مفوضا لدى جمهورية رومانيا، وقضى القرار بتنفيذه والعمل به من تاريخ صدوره.
وأعقب الاستياء نشر وكالة الأنباء القطرية "قنا" الخبر، إذ تناولت وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيله بخليط من الاستغراب والتنديد. وفضلاً عن إخفاء اسم عائلة السفير، جرى منحه رتبة دبلوماسية عالية هي "السفير فوق العادة"، في وقت اعتبر مغردون أنه يسير على خطى والده يوسف القرضاوي، الذي لا يزال مصنفاً على رأس قوائم الإرهاب في أربع دول عربية، إثر اتهامه بتبني جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
ووجد معلقون قالوا إنهم يعودون إلى قبيلة آل مرة في القرار فرصة للنقد بعد إبعادهم من تشكيل مجلس الشورى الحالي بسبب قانون الانتخابات، الذي قسم المواطنين القطريين إلى ثلاث درجات ومنع كثيرين منهم من التصويت والترشح. وسأل أحدهم إثر تعيين ابن القرضاوي أنه "كيف يتم تمكين مجنس من منصب رفيع في الدولة في الوقت الذي تمنع فيه الحكومة أبناء قبيلة أصلية من الترشح لمجلس الشورى وتصنيف شريحة منهم بأنها مواطنون من الدرجة الثالثة".
وانتقد رجل الأعمال القطري المعارض خالد الهيل تعيين أسامة بن يوسف القرضاوي سفيراً فوق العادة، بينما لا يحق لآل مرة الترشح لانتخابات مجلس الشورى وتمثيل الشعب، على عكس القرضاوي الذي صار وفق التعيين يحق له تمثيل الوطن.
وجدد القرار حالة الغضب عند القبيلة، وأبرز عدد من أفرادها تناقض التعيين الجديد، مرددين "هل جنسية القرضاوي الأصلية قطرية أم مصرية"؟
في المقابل، أيد عدد من المغردين القرار الأميري، ورأى الدكتور عبد الله بن عازب أن "دولة قطر استضافت الشيخ العلامة القرضاوي ومنحته الجنسية تقديراً لعلمه ومكانته، كما يعتبر ابن الشيخ أسامة القرضاوي مواطناً قطرياً له حقوقه وعليه التزامات، وتم تعيينه سفيراً". وسأل بتهكم "... زعلانين ليه"؟
من جهة أخرى، رأى كُتاب مصريون مثل مصطفى جفر رئيس تحرير سابق لعدد من الصحف أن اختيار أسامة القرضاوي، جاء "لحمايته ومنحه حصانة دبلوماسية من الملاحقات القضائية"، فيما ذكر بيان مصري سابق أن نجل "القرضاوي" أسامة يشغل منصب نائب السفير القطري في القاهرة فترة حكم الإخوان مصر، "من دون التنازل عن جنسيته المصرية، إذ يحمل رقماً قومياً، واستخرج بطاقة شخصية عام 2010 بصفته مواطناً مصرياً حاصلاً على بكالوريوس دراسات إدارة أعمال، في الوقت الذي لم يستخرج جواز سفر مصري حتى يبعد الأنظار عنه خلال سفرياته، واكتفى بدخول البلاد بجواز سفره الدبلوماسي القطري في سابقة تعد الحالة الأولى من نوعها بين جميع أعضاء الوفود الدبلوماسية، ليسهل مهمة الإخوان والتخابر على مصر مع الجهات الأجنبية".
واستضافت قطر القرضاوي الأب قبل عقود، وكان تعرض للسجن مرات عدة لانتمائه إلى الإخوان المسلمين، فسجن للمرة الأولى عام 1949 في العهد الملكي، ثم اعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، قبل أن يستقر في قطر في السبعينيات من القرن الماضي، ويصبح قطرياً يحظى بالحفاوة والاهتمام.
لكن ما أثار الجدل مجدداً هو نشاط يوسف القرضاوي خلال فترة ما يسمى "الربيع العربي" وترويجه لتولي الإخوان حكم مصر واعتباره إياهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء". ما تسبب في ملاحقته قضائياً في مصر.