يعتبر الحزب الحاكم الاتحاد من اجل الجمهورية,أنه الحزب الذي يحكم البلد انطلاقا من قاعدته الشعبية وسيطرته علي المشهد السياسي في البلد, لكن إذا ما أراد أن يقود البلاد قيادةً فعّالةً، يتعيّن عليه تمكين الهياكل القاعدية الأساسية وإشراك القواعد السياسية.وتنفيذ برنامج ريئس الجمهورية في الانتخابات الماضية.حتي يستطع خوض الانتخابات العامة المقبلة بجدارة..
لايزال الحزب يتفتقر إلى وجود قيادة سياسية قادرة علي فهم الواقع بكل تجلياته وخلق خطاب جديد يلامس واقع المواطنين ويعطي تصورلرؤية واضحة تعتمدعلي استشراف للمستقبل عن لا بعد عامين من مأمورية الريئس. ولذا يتعيّن علىه النزول للهياكل القاعدية الأساسية. ويحوّل تركيزه باتجاه التعامل صراحةً مع الأطياف السياسية الداعمة من خارج الحزب إذا كان يأمل في تحقيق التغيير الحقيقي الذي يخدم مصلحة الشعب والريئس محمد ولدالشيخ الغزواني.
ووضع استراتيجية سياسية جديدة واقتراح إطار ملموس يوفّر الفرصة للجهات الفاعلة السياسية الرئيسة الداعمة للنظام حالياً،
بعد مرورازيد من عامين على الانتخابات الرئاسية مازال حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يفتقر إلى قيادة سياسية فعّالة. تتمتّع بكاريزما سياسية وتتمتع بشرعية محلية كبيرة بصورة صادقة،
وفي هذا السياق يكون احتمال حدوث تحوّل كبير في القيادة السياسية للحزب نظرا لفشلها في نظرالمواطن وعدم تجاوبها مع ما يطمح اليه ريئس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.في مؤتمرالحزب الحالي.بصراحة
لن يستمر المشهد إلى ما لانهاية. فالقرب من الهياكل القاعدية يسير بطريقة جزئية ومتردّدة، وسط تضارب الاتجاهات نحو مزيد من التشرذم والاستقطاب القبلي فاضح
تبدو المشاكل التي يعانيها الحزب عميقة. إذ إن عقوداً من الحكم الاستبدادي قضت تقريباً على النشاط السياسي والاجتماعي للحزب ولم يبتعد كثيرا عن نفس النهج نظرا نتيجة الاداء الهزيل لهرم الحزب.رغم عدم وضع كوابح من أي نوع من طرف ريئس الجمهورية ..
إن مطالبة البعض بتغيير كبير في هرم الحزب هي مطالب واقعية ولم تأتي عفويّة بل جاءت من معطيات اساسية وهي ان الحزب لم يعد بمقدوره الدخول في انتخابات عامة بهذا الشكل الي اذا ظهرت بارقة بوجود قيادة حقيقية هدفها الاسمي الاصلاح وليس الحصول علي الكعة .وانهاء عسكرة الازمة والتغلب علي .
التحدّيات الصعبة الأخرى التي كان لابدّ من التغلّب عليها لوضع استراتيجية عملية وقابلة للتحقيق. شملت هذه التحدّيات بناء تحالفات سياسية واسعة وتمكين الهئات القاعدية، وكذلك تطوير هياكل محلية.لها شعبية حقيقة.
لقد أخفق الحزب في التغلّب على هذه التحديات. فهو لم يلعب أي دورهام يقنع الرأي العام الوطني. حيث اصبح في موقف دفاعي إذا لم يثبت الحزب قدراً أكبر من النجاح في مواجهة هذه التحديات، فإن الامور ستزداد تعقيدا. .
ولعلّ الأمر الخطر بالنسبة إلى المسار المستقبلي هو فقدان القيادة الاستراتيجية في المعركة المقبلة وهي الانتخابات العامة المقبلة .
ولايزال الحزب يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع الموريتاني وتنضوي في مؤسّسات الدولة، ويتساءل أفرادها ببساطة عمّا سيكون مصيرالحزب في حال لم يتم تغييرقيادته الحالية.لانها متردّدة وحركتها هزيلة
في الواقع، ثبت أن تطبيق نموذج الاصلاح كان متعرِّجاً وقابلاً للانعكاس. وتؤكّد روايات من الحزب أن القيادات السياسية المحلية ظلت متباينة الرؤي بشكل كبير وهذا ما أثر سلبا علي مجريات الامور.
إن الفرصة سانحة لتعيين قيادة فعّالة جديدة باستطاعتها خلق ظروف مواتية وخطاب مقنع ووضع السياسات، وتحديد الأجندات، ورسم المسار للهياكل للحزب. وانتزاع زمام المبادرة السياسية والدبلوماسية أو توجيه التعبئة الجماهيرية
هذا هو الدرس الذي سيحسن ريئس الجمهورية محمد ولدالشيخ الغزواني صنعاً إن هو تنبّه إليه. إذ يبقى إظهار القدرة على القيادة السياسية هو التحدّي الرئيس الذي يواجهه أولاً وأخيراً..
الياس محمد