فعلا أن البلاد مقدمة علي طفرة مالية كبيرة في ظرف وجيز, لكن إذا لم تكن هناك ثورة قوية علي الفساد والمفسدين , لن يتغير شيء بل يزيد ذالك الطين بلة لان المواطن كان يأمل ان تتحسن وضعيته المعيشية والمادية والصحية والخدمية والتشغيلية ,عند البدأ في الاستفادة من الثرة الغازية 2023, وهذا إن لم يقع ستنقلب الامور الي ماتحمد عقباه, ومن السذاجة اعتبار. الحصول على عائدات مرجوّة من المخزون الغازي والنفطي عصي سحرية يجعل موريتانيا قطر شمال افريقيا في ظرف وجيز,
إذا صدقت أجواء الحماسة والتفاؤل الباديين على ووجوه المسؤولين والمواطنين البسطاء ، من تمكين الدولة من مكتسبات مادية هامة ستجلب الامن والرخاء للبلد.من خلال ثروته الغازية.
علينا استحضارهاجس الدول الغربية التي تسعي لاستفادة من الغاز الموريتاني من زرع اذناب لهم يحركوها حسب الحاجة ,في اندلاع فوضى واضطرابات تغذيها هذه الدول التي ستستخدم البعض الذي لايرضي عن نظام الحكم في موريتانيا ، ومهما كانت قدرة الموريتانيين على التكيّف والتحمّل لا بد أن يأتي يوم لم يعد بعيداً يتلاشى فيه أي شكل من أشكال المعالجة أو الإصلاح.إن لم يضرب بيد من حديد علي ايدي المفسدين والطابور الخامس الذي مازال جاثما علي الجهاز الاداري والامني, هذا العامل قد يكون ولو بنسبة ضئيلة محفزاً للمعنيين في السلطة على محاولة التعجيل بالقضا علي الفساد.مخافة الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق وتفادي الانزلاق إلى الفوضى.لاقدر الله..
الموضوعية تقتضي الاعتراف أيضاً بأن السياسة ليست أبيض أو أسود، بل هي في دينامية مستمرة ومفتوحة على شتى المتغيرات والمفاجآت. إنما وبناءً على العوامل الآنفة، الاشهرالقليلة المقبلة هي الفيصل في هذا الشأن قبل أن نبارك للموريتانيين ثروتهم الغازية علينا أن نحصن انفسنا من الداخل ونرص الصفوف وننصف المهمشين والمحرومين ونعطي كل ذي حق حقه ..
أخيراً إن التغلبية الحاكمة ، لا سيما "حزب انصاف" ، بحاجة إلى إنجاز ما قبل نهاية ولاية الرئيس ، ليساعد على تأمين ولاية الرئيس المقبلة , واظن انه سيكون أكثر من نسخة منقحة ومحسنة عن سلفه المغضوب عليه.
في المحصلة، وسط هذه المتغيرات والاحتمالات المتعددة، يبقى الثابت الوحيد هو أن هناك من يتربص بوحدة االبلد وامنه واستقراره ويتحين الفرصة ويبحث عن مصوغات منطقية مثل الثروة الغازية, وبهذا تتحول الثروة من الغاز من نعمة طال ترقبها إلى نقمة علّها لا تكون قدراً لا يُردّ.