كلب.... الوالي.. المطيع

خميس, 01/09/2022 - 19:55

وقع بصره على اعلان فايسبوكي مفاده أن الوالي في حاجة لكلب يكون مطيعا وطيعا،قرأ الخبر أكثر من مرة - تبسم وهو يرفع فنجان القهوة ،احتساه دفعة واحدة،غسل شفته السفلى بالعرق الذي تصبب فجأة وخرج على عجل وحين بلغ مقر الولاية رأى الكثير من الأفراد وكل واحد منهم يصطحب كلبه ويدفع بصدره للأمام،

تساءل في سريرته كيف يكون حال هؤلاء حين تغيب كلابهم؟

ارتفع نباح أحدهم فامطرت البقية حتى صار الوضع أشبه بالمهرجات الغنائية التي يتعالى فيها النهيق ويكثر فيها الصياح ،انكمش الرجل وتكور حول نفسه وكاد يسقط أرضا لولا الجدار القريب من الجسد،تظاهر بالصداع ولكنه سرعان ماأستعاد رباطة جأشه وقال مقنعا نفسه

انني لااقل قيمة عن هؤلاء جميعا،انه بامكاني الصراخ والزمجرة.

بدأ الطابور يتحرك الى الداخل وفي كل مرة يخرج الكلب يجر صاحبه والغضب يتطاير من كليهما،أخذ الرجل يتراجع للخلف وكلما نقص العدد تراجع خطوة دافعا بجسد ما ليكون قبله، وحين انصرف الجميع لأسباب عدة أهمها أن أغلب الكلاب تحتاج لاعادة التربية والسيد الوالي حسبهم لاوقت لديه.

همت لجنة الفحص والاختبار بالانصراف فدفع السيد الذي ظل فردا بجسده الى الداخل ،صاح به المسؤول

ماتريد ؟ نحتاج كلبا ،ألم تقرأ اليافطة؟

تلعثم أولا

استرجع أنفاسه

انا

وقبل أن يرتفع السؤال

قال

أنا الكلب الذي تبحثون عنه

ضحك الجميع

مجنون لامحالة

أكيد، والا كيف يرضى أن يكون حيوانا نجسا

وامام اصراره على أنه المبتغى والغاية المنشودة صاح نائب المسؤول

هل جننت؟

نريد كلبا ،ينبح وينبطح ويحرك ذنبه ...

هل فهمت الان

نبح الرجل،حرك مؤخرته،نزل على ذراعيه،وتحرك يتشمم الاحذية ويلعق البناطيل...

 

بدت الدهشة على وجوههم وبين الشفاه علق الكلام

 

اقترح الكاتب الحاضر للتدوين، الاستعانة بالطبيب النفسي وحين تأكدوا أن قواه العقلية بخير زاد استغرابهم

 

في تلك الأثناء هم الوالي بمغادرة المكان بعد الاطلاع على التقرير الذي أوجد في صدره غيضا اذ حز في داخله خلو المدينة من هذا الغرض

 

لمح الرجل يتشمم الأرض وحين سمع اسم الوالي بدأ بالنباح وأسرع على قوائمه يتشممه ويحرك خلفيته

 

ماهذا؟

طرح السؤال بعنف

عوى الجاثم أمامه وقال بصوت ذليل

أنا الكلب الذي تبحث عنه

 

أنبح متى أردت واسكت حين تشيرالي،ومستعد للموت لتظل أنت على قيد الحياة

جربني تجدني وفيا ومخلصا

مد الوالي يده داعب فروة الشعر فسمع أنينا،وصوتا أقرب للعواء

خاطبه قائلا

قم

أريدك غدا في مكتبي.