واصلت روسيا استهدافها لمحطات الطاقة والكهرباء فى أوكرانيا بضربات صاروخية، فيما وصفت الحكومة الأوكرانية الوضع بأنه حرج بعد الضربات الروسية الأخيرة التي استهدفت محطات لطاقة الثلاثاء، مما تسبب فى انقطاعات كبيرة للكهرباء فى الوقت الذى يقترب فيه فصل الشتاء.
وينذر قدوم الشتاء بمرحلة جديدة فى حرب روسيا وأوكرانيا، فى ظل توقعات بأن يستخدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الطقس البارد كسلاح لصالحه فى الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، بينما تستعد فيه أوروبا لمواجهة واحد من أصعب مواسم الشتاء فى ظل نقص الغاز بعد توقف الإمدادات الروسية، الأمر الذى قد يدفع الحكومات إلى اللجوء لتقنين الطاقة وانقطاع الكهرباء فى فصل الشتاء.
ويقول المحللون إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يأمل أن الشتاء البارد، أو الفترة الطويلة من الطقس المتجمد بعد قطع إمدادات الغاز الروسى لأوروبا ردا على الدعم الأوروبى لأوكرانيا.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد ذكرت فى تقرير سابق لها إن موسم شتاء بارد آخر مثل موسم 2010/2011، أو فترة طويلة من الأجواء الجليدية مثل "الوحش من الشرق" الذى ضرب غرب أوروبا من سيبريا فى 2018 يمكن أن يسبب مضاعف من شأنه أن يضعف عزيمة أوروبا فى دعم أوكرانيا.
وقال أيلوت كوهين، مؤرخ الحرب وخبير الأمن فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى جامعة جونز هوبكينز الأمريكية إن سلاح الطاقة به رصاصة واحدة فى خزانته، وقد أطلقها بوتين، وسيشهد الأوروبيون الأسوأ فى موسم الشتاء القادم.
وجاء تفجر خطى الغاز نورد ستريم 1 و2 فى الأيام الأخيرة ليزيد من معاناة أوروبا، ويشير، بحسب ما قال محللون، إلى أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا منذ بداية الحرب، ستدفع أوروبا ثمنها. وما بين تخريب وتسريب، تبادلت روسيا وخصومها الاتهامات حول ما حدث فى خطى إمداد الغاز الرئيسيين.
حيث اتهمت كييف موسكو مباشرة بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي أسفرت عن تسريب الغاز وسط تلميحات أخرى من مسئولين غربيين، بينما قالت موسكو إن تسريب الغاز جاء بتخريب غير مسبوق الذى يعد عملا من أعمال الإرهاب الدولى، وأشارت على أن التخريب حدث فى مناطق تسيطر عليها "المخابرات الامريكية".
وأشارت التوقعات إلى أن المشكلات التي تواجه خطوط نقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، ستزيد من معاناة القارة العجوز خاصة وأن عمليات الإصلاح سيستغرق وقتا أطول بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيأ. حيث ذكرت شبكة سكاى فى تقرير لها أنه وفقا تقديرات منظمات معنية بالطاقة، فإن إصلاح خطي الغاز الممتدين من روسيا إلى أوروبا قد يستغرق أكثر من 6 أشهر، وسيكون من أسباب طول مدة العقوبات الغربية التي تعيق التعاون بين الشركات الروسية والأوروبية في عملية الإصلاح.