بايدن يناقش مع نتنياهو هدنة إنسانية قريبة.. والبنتاجون يدعو لاحترام قانون الحرب

خميس, 26/10/2023 - 14:16

تغيرت لهجة الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة فيما يتعلق برد إسرائيل في غزة، حيث تشير التقارير إلى أنها تشجع على تأخير الغزو البري الذي أعلن نتنياهو نيته القيام به على أمل إطلاق سراح المزيد من الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

ظهر التغيير واضحا في مكالمة اعلن البيت الأبيض عنها حيث ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال الجهود المستمرة لتحديد أماكن الرهائن المحتجزين في غزة، ومن بينهم أميركيون وإطلاق سراحهم وأهمية إيجاد "طريق للسلام الدائم" بعد الأزمة الحالية.

ووفقا للبيت الأبيض، شملت المباحثات كذلك مناقشة ضمان الخروج الآمن للأجانب الراغبين في مغادرة غزة، وقبل ذلك أعلنت الإدارة الامريكية تأييدها لهدنة لمدة غير محددة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة ومساعدة هؤلاء الراغبين في الخروج الآمن من القطاع.

وقال مسؤول لشبكة ان بي سي ، إن البيت الأبيض يؤيد إعلان هدنة لمدة غير محددة للسماح بدخول المزيد من المساعدات، وأضاف أن إدارة بايدن "تسير على حبل مشدود" حيث تسعى للموازنة بين ضرورة دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت 7 أكتوبر وضرورة افساح المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية.

كما أشارت صحيفة ذا هيل الى ان المخاوف بشأن هدف عسكري واضح قابل للتحقيق لإسرائيل في القضاء على حماس الفلسطينية أضافت تعقيدات جديدة الى الوضع الحساس بالفعل، حيث حذر الأمريكيون القادة الإسرائيليين من تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر.

كما وصف المسؤولون الأمريكيون مؤخرًا مستقبل غزة بأنه "متروك للتحديد"، وقد حذر بايدن بالفعل من أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة، التي تسيطر عليها المقاومة سيكون "خطأً كبيراً" بينما قالت إسرائيل بدورها إنها لا تخطط للسيطرة على الحياة في غزة لكنها لم تحدد صراحة خطتها المستقبلية لغزة ما بعد الحرب.

أدت الأزمة بكل تعقيداتها إلى إغراق إدارة بايدن في مستنقع دبلوماسي وإنساني بسبب رغبتها في دعم إسرائيل مع البقاء مدركة للأزمة الإنسانية بالإضافة الى محاولة منع اندلاع صراع اكبر عبر الشرق الأوسط.

وفي تحذيره من مثل هذا الصراع يوم الثلاثاء، أخبر وزير الخارجية أنتوني بلينكين الأمم المتحدة أنه في حين أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتسع الحرب، فإنها مستعدة للرد في حالة مشاركة جهات خارجية

وقال بلينكن: "لا نريد أن تتسع هذه الحرب، لكن إذا تمت مهاجمة افراد أمريكيين في أي مكان فلا تخطئوا الامر .. سندافع عن شعبنا .. سندافع عن أمننا بسرعة وحسم"، وقال: "تصرفوا كما لو أن أمن واستقرار المنطقة بأكملها وخارجها على المحك لأنه كذلك".

وعلى الطرف الآخر ، تصاعدت الدعوات لوقف إطلاق النار من المجتمع الدولي في الأيام الأخيرة، وبدا أن الرئيس بايدن يترك الباب مفتوحا أمام تلك المناقشة ولكن فقط بعد إطلاق سراح الرهائن، ومن بينهم بعض الأمريكيين، لكن جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض بشأن قضايا الأمن القومي، قال إن وقف إطلاق النار سيفيد حماس فقط، نافيا فكرة أن مثل هذه المناقشة ستؤدي إلى أي توقف عن القصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة.

كما أكد كيربي أن الولايات المتحدة لم تضع أو تناقش "خطوط حمراء" محتملة مع الإسرائيليين بشأن الهجوم البري على غزة، وأكد أن الأمر متروك للجيش الإسرائيلي لتحديد ما إذا كان ينبغي عليه شن هجوم بري ومتى.

وقال كيربي: "كل ما يمكنني فعله هو أن أقول ما قلته من قبل، أننا تحدثنا وسنواصل التحدث مع نظرائنا الإسرائيليين حول أهمية تجنب وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين واحترام حياة الأبرياء ومحاولة منع الأضرار الجانبية أثناء محاولتهم الرحيل"

لكن التقارير الصحفية هذا الأسبوع أشارت إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق حول افتقار إسرائيل إلى نهاية عسكرية وأن خطة الاجتياح البري لغزة موضع شك، وتؤكد على الحاجة إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وقال وزير الدفاع لويد أوستن يوم الأحد لشبكة ايه بي سي طلب من نظيره الإسرائيلي “إجراء عملياته وفقًا لقانون الحرب”.

قال اوستن: "أحد الأشياء التي تعلمناها هو كيفية حساب المدنيين في ساحة المعركة، وهم جزء من ساحة المعركة، وعلينا، وفقًا لقانون الحرب، أن نفعل ما هو ضروري .. احموا هؤلاء المدنيين".

كما قاد بايدن التحول في الخطاب، حيث أصبح تدريجياً أكثر تركيزاً على أهمية حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية في الأسابيع الثلاثة تقريباً منذ بدء الحرب، على الرغم من انه في الأيام التي تلت هجمات 7 أكتوبر  دافع بقوة عن حق إسرائيل في الرد وتعهد بأن الولايات المتحدة ستدعم الدولة اليهودية.

ومنذ ذلك الحين، قال بايدن إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة التزام إسرائيل بقواعد الحرب، وفي خطاب ألقاه في تل أبيب بإسرائيل، حذر القادة الإسرائيليين من الانجراف إلى الغضب وتكرار الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر، عندما أرسلت قوات إلى العراق وأفغانستان.

وبدأ في التأكيد على ضرورة إدخال المساعدات إلى غزة بعد التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ومصر للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية. وقال يوم الثلاثاء إن المساعدات إلى غزة لا تتحرك بالسرعة الكافية.

ويردد بعض الديمقراطيين في الكونجرس ما يقوله البيت الأبيض بشأن الالتزام بالخط الفاصل بين دعم إسرائيل والمساعدات الإنسانية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، حيث قال السيناتور بيتر ويلش من ولاية فيرمونت إن لديه "مخاوف جدية" بشأن غزو بري من قبل الإسرائيليين.

وقال السيناتور بن كاردين من ولاية ماريلاند ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه سيكون مهمًا جدًا كيفية إدارة إسرائيل لعملياتها، واضاف: "نريد أن نرى الحملة تدار بطريقة تدمر حماس وتحمي الأبرياء".