آهٍ لوكان الزعماء العرب جمال عبد الناصروالقذافي وصدام حسين بيننا اليوم، وشاهدو ما آلت إليه حالة أمّ الهُمُوم، وأمّ القضايا العربيّة العادلة قضية فلسطين ، وما أمسينا نراه ونعيشه على مضض في أيّامنا هذه الرديئة لما يحدث في هذه البقعة الطيبة الطاهرة في الوقت الراهن من إبادة جماعية ، وتصفية عِرقية، وتقتيل، وتنكيل ،وقهر،ووحشية، وتدمير بدون رحمة ولا شفقة حيث أصبحنا نرى ويرى العالم معنا بعيون جاحظة غارقة في الدموع وبقلوب حزينة منفطرة أطفالاً صغاراً أبرياء ،ونساءً مُسالمات مَعازيلُ ، وشيوخاً طاعنين في السنّ، وشباباً يافعاً نضراً في مقتبل الحياة، وشرخ العمر،ومساجد،ومآذن، وكنائس، ومستشفيات، ومستوصفات، ومؤسّسات،وعمارات، ومدارس، ومعاهد،وجامعات ،ومتاجر وأسواق، وتكايا ،وزوايا كلّها رأيناها تتهاوىَ ،وتتساقط، وتتداعى وتغدو رماداً متناثراً وسخاما أسود مميتاً ،فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي طالت أمّنا الطبيعة، من أشجار، وأحجار،وغابات، وأنهار، وبحار، وبشر، وطيور، وعصافير التي هجرت أوكارها بعد أن تلاشت أعشاشها ،ومن حيوانات أليفة أصبحت حيرىَ هائمة تجري ملتاعةً بين بقايا الرّكام والزّحام والسّخام،وشظايا الحِمام .. هذا المعتدي الآثم ،الغاشم ،الظالم ،وكأنّ قلبه قد إقتُدّ من حجرٍ صلد ..الواقع الذي لا مراء ولا شكّ ولا ريب فيه أنّ هؤلاء لو كانو بين ظهرانيْنا اليوم لتألّمو وتحسّرو واعتصرت قلوهم كمداً على ما يجري ، وعلى ما آلت إليه أمّ الهموم العربية وبعضهم حذّر و تنبّأ منذ زمنٍ مبكّر بعيد بهذه المخاطر والأهوال جميعها .