تحاول النخبة السياسية هذه الايام إجاد مخرج من الحالة السياسية الراهنة في البلد.التي يبدو أنها مستعصية علي هذه النخبة رغم استعداد ألترام النظام بحوار مفتوح لا يستثني أحد وليست فيه محظورات.
إن علي الجميع أن يدرك أن الحوار هو الذي من يمكن من خلاله الوصول الي نتائج مرضية وسالكة.وهذا هوالمبدأ الذي يحلم به ابناء شعبنا من مدينة فصالة إلي مدينة كرمسين.ذالك ان وحدة الامة ضرورة يجب الحفاظ عليها وبأي ثمن .
إن أي تقدم أو نمو اقتصادي في جو من الفوضي وعدم الامن والاستقرار يعتبر كمن يزرع في البحر أو بعبارة أخري كمن يخط علي الماء.
إن علينا أن نقيس الاشياء بمقدار قربها أوبعدها عنا ونحكم علي الاشياء من منظورنا الخاص دون أن نفصل بين ذوتنا وامتنا التي تستحق التضحية من اجلها. فحالة التمزق ليست قدرا علينا ونتائجها علي البلد وخيمة. فالحريق عناصره ثلاثة التي تحتاج النار لإشعالها: الحرارة ، والوقود ، وعامل مؤكسد (عادة أكسجين). يحدث الحريق عندما تكون العناصر موجودة ومختلطة بنسب صحيحة. يمكن منع الحريق أو إخماده عن طريق إزالة أي عنصر من العناصر الموجودة في مثلث النار وإزالة أي عنصر من هذه العناصر لايمكن إلي بالحوار الهادف والبناء..
لقد حان الوقت لنطلع علي الحقائق ونكشف عورات من يتمترس وراء الشعرات الزائفة ومن يجعل أقوال الرمز ريئس الفقراء والزعيم بيرام هي المقاييس الصحيحية.
إن علينا أن نسمي الاشياء بأسمائها ونقول الحقيقة حتي ولو كانت لا تعجب البعض.فا لحق يعلو ولا يعلى عليه، فالحقِّ دولة والباطل جولة، والباطل مهما علا وكثر أهله فسوف يضمحل لامحال.
الحقيقة المرة أن القوي المعارضة تعاني من قصور وضعف في الخطاب وبكل توجهاتها.تعاني قصورا في المنهجية التي تربي عليها اتباعها. ومنخريطها ويتمثل هذا التقصير في نمط من التفكير بمثابة عصر الانحطاط والتخلف والتقوقع داخل الذات.
فغياب التقد الذاتي من اكبر الاخطاء اصابت العاملين في الحقل السياسي وعدم تقبلهم لاي نقد خارجي. الصفوف ذالك أن الصف الذي يخشي الحوار ويخاف المناصحة.صف لايوثق به ولايستحق البقاء في الساحة السياسية.ولايستحق رفع راية وطنية لان فاقد الشيء لايعطيه.
بل إن الاعتراف بالخطأ وتصويبه وتقويمه هو سلامة وصلابة في القاعدة الشعبية.إن القوي السياسية في البلد تعاني من غياب أدب الحواربمختلف أتجاهاتها.
فإذا تعرض أحدهم لمحاورة رأي مخالف كانت اوصاف الخيانة والعمالة والجاسوسية وعدم الوطنية هي العبارات السائدة وهي عملة التعامل.
الان علينا أن نهئ الارضية السليمة للحوار المرتقب حتي لا ينهار أمام أول هبة ريح آتية اوخلاف شكلي.
إن أول الشروط لهيئة هذه الارضية أن تعيد قوي المعارضة سياسة خطابها التقليدي ذالك الخطاب الذي يمجد الرمز او الزعيم دون أن يساهم في بلورة رئة مستقبلة تساهم في خطاب يخدم المرحلة ويجمع ولايفرق ويقرب بين جميع القوي السياسية ويبني الثقة بين جميع أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة والثقافة المشتركة حتي نطوي صفحة البقع السوداء في سجل العلقات بين مكونات شعبنا .
لقد حان الوقت لفتح صفحة جديدة مشرفة تحمل في طياتها معاني الاخوة والمحبة وتوفر مناخا من التعايش الحضاري. يمكن من خلاله تأسيس مرحلة جديدة حتي لانضع العراقيل أمام التنمية في موريتانيا وحتي نكون علي مستوي التحد يات التي تواجهنا كالتفرقة والتمزق الذي يسعي إليه البعض مدفوعا بهواجس عنصرية وفئوية مقيته